الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب الفتنة التي تموج كموج البحر

          ░17▒ (الحَرْبُ أَوَّلُ مَا تَكُونُ فَتِيَّةً): قال الكِرمانيُّ: («أوَّلُ» و«فتيَّةً»: يجوزُ فيهما أربعةُ أوجهٍ: نصبُهُما، ورفعُهُما، ونصبُ الأوَّلِ ورفعُ الثاني، والعكسُ، و«كَانَ»: إمَّا ناقصةٌ وإمَّا تامَّةٌ، و«فتيَّةً»: مصغَّرًا ومكبَّرًا) انتهى.
          وقال الزركشيُّ: (كذا على التصغيرِ، أي: شابَّةً، ورواهُ بعضُهُم بفتحِ الفاءِ، ويجوزُ فيه أربعةُ أوجهٍ: رفعُ «أوَّلُ»(1) ونصبُ «فتيَّةً»، وعكسُه، ورفعُهُما جميعًا، ونصبُهُما جميعًا، فمَنْ رفعَ «أوَّل» ونصبَ «فتيَّةً»؛ فتقديرُه: الحربُ أوَّلُ أحوالِها / إذا كانتْ فتيَّةً، فـ«الحربُ»: مبتدأٌ، و«أوَّلُ»: مبتدأٌ ثانٍ، و«فتيَّةً»: حالٌ سدَّتْ مَسَدَّ الخبرِ، والجملةُ خبرُ «الحربُ»، ومَنْ نصبَ «أوَّلَ»، ورفعَ «فتيَّةٌ»؛ فتقديرُه: الحربُ في أوَّلِ أحوالِها فتيَّةٌ، فـ«الحربُ»: مبتدأٌ، و«فتيَّةٌ»: خبرُها، و«أوَّلَ»: نصب على الظرفِ، ومَنْ رَفَعَ «أوَّلُ» و«فتِيَّةٌ»؛ فتقديرُه: الحربُ أوَّلُ أحوالِها [فتيَّةٌ]، فـ«أوَّلُ»: مبتدأٌ ثانٍ، أو بدلٌ مِنَ «الحربُ»، و«فتيَّةٌ»: خبرٌ، وإنْ كانَ [المبتدأُ] مذكَّرًا؛ لأنَّه مضافٌ إلى مؤنَّثٍ وهو بعضُه(2)، فأُنِّثَ لذلك خبرُهُ، ومَنْ نصبَهُما جميعًا؛ جعلَ «أوَّلَ» ظرفًا، و«فتيَّةً» حالًا مِنَ الضميرِ في «تَكُونُ»؛ والتقديرُ: الحربُ في أوَّلِ أحوالِها إذا كانتْ فتيَّةً، و«تَسْعَى»: خبرٌ عنها، أي: الحربُ في حالِ ما هيَ فتيَّة _أي: في وقتِ وُقُوعِها_ تَغُرُّ مَنْ لم يُجَرِّبْهَا حتَّى يَدخُلَ فيها فتُهلِكَهُ) انتهى.
          وقال بعضُهم: يُرفَع (أوَّلُ) و(فتيَّةٌ) لأنَّه مَثَلٌ، ومَنْ نَصَبَ (أوَّلَ) قال: إنَّه الخبرُ، ومنهم مَنْ قدَّرَه: الحربُ أوَّلَ ما تكونُ [أحوالُها] إذا كانت فتيَّةً، ومنهم مَنْ أعربَ (أوَّلَ) حالًا.
          إشارةٌ: [بِزِينَتِهَا]: كذا رواهُ الجمهورُ، ورواهُ سيبويه: (ببَزَّتِها)، و(البَزَّةُ): اللِّباسُ؛ وأصلُهُ: مِنْ بَزَزتُ الرجلَ أبزُّه؛ إذا سَلَبْتَه، فسُمِّيَ اللِّباسُ بما يَؤُولُ إليه مِنَ السَّلبِ. /
          (حَتَّى إِذَا): يجوزُ في (إِذَا) أنْ تكونَ شرطيَّةً، وجوابُها (وَلَّتْ)، وأنْ تكونَ ظرفيَّةً.
          (شَمْطَاءَ): بالنصبِ صفةٌ لـ(عَجُوزًا).


[1] في (أ): (الأول).
[2] زيد في (أ) تبعًا لمصدره: (وهو«فتية»)، ولا يستقيم؛ فالمضاف إليه هو (الحرب) أو (أحوال الحرب) إذ التقدير: الحربُ أول أحوالها.