الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار

          304- (أَضْحَى): غير منصرفٍ(1).
          (أُرِيْتُكُنَّ): بمعنى: أُخبرتُ، متعدٍّ إلى ثلاثةِ مفاعيل، أحدها: التَّاء مقام الفاعل، والثَّاني: (كنَّ)، والثَّالث: (أَكْثَرَ).
          وفي رواية: (رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ) [خ¦1462]، فـــ(أَكْثَرَ) إمَّا منصوب على الحال على مذهبِ ابنِ السَّرَّاج، والفارسي، وغيرِهما ممَّن قال: إنَّ (أفعلَ) لا يتعرَّف بالإضافة، وقيل: هو بدلٌ من الكاف في (رَأَيْتُكُنَّ)، وإمَّا على أنَّ رؤيةَ العينِ تتعدَّى إلى مفعولين، قاله النَّوويُّ.
          (مِنْ نَاقِصَاتِ): صفة موصوفٍ محذوفٍ، أي: ما رأيت أحدًا من ناقصات.
          وقال السُّخُوميُّ: («مِنْ» زائدةٌ داخلةٌ على المفعول الأوَّل لـــ«رَأَيْتُ»، والمفعول الثاني: «أَذْهَبَ»، هذا إذا كان «رَأَيْتُ» بمعنى: أبصرتُ، و«مِنْ نَاقِصَاتِ» و«أذْهَبَ» صفتا مفعولٍ محذوفٍ).
          وقال الطِّيبيُّ: (و«مِنْ» في قوله: «مِنْ نَاقِصَاتِ» مَزيدةٌ استغراقيَّةٌ؛ لمجيئها بعد النَّفي، ومِنْ ثَمَّ قيل: «مِنْ إحْدَاكُنَّ»، و«مِنْ» فيه متعلِّقٌ بـــ«أَذْهَبَ»، والمفضَّلُ عليه مفروضٌ مقدَّرٌ، ويَحتمل أنْ يكونَ «مِنْ» بيانَ «النَاقِصَات» على سبيل التَّجريد، كقولك: رأيتُ منك أسدًا، جرَّدَ مِنْ إِحْدَاكُنَّ: نَاقِصَاتِ، ووصفَها بالجمعِ على طريقة: {شِهَابًا رَّصَدًا} [الجن:9]، و«أَذْهَبَ» لمطلق الزِّيادة، صفةُ موصوفٍ محذوف، أي: ما رأيت أحدًا أذهب، صفة «أحد»، و«ذلك» إشارة إلى / الحُكْم المذكور، فالكافُ فيه للخطاب العامِّ، وإلَّا لقال: ذلِكُنَّ؛ لأنَّ الخطاب مع النساء).
          (فَذَلِكِ) بكسر الكاف.


[1] هكذا في النسختين، ولا يصح؛ لأنه خرج من المعرفة بالعَلَمية ووزن الفعل إلى النكرة، فانصرف.