الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: إن أهون أهل النار عذابًا يوم القيامة رجل على أخمص

          6562- (بالقُمْقُمِ): الباءُ للتعديةِ.
          إشارةٌ: (المِرْجَلُ): مُذَكَّرٌ مِنْ بينِ أسماءِ القِدْرِ، قاله ابنُ سِيدَه في «شرح المتنبِّي».
          ووَجْهُ التشبيهِ: كما أنَّ النَّارَ تُغلِي المِرْجَلَ الَّذي في رأسِه قُمْقُمُه بحيثُ تَسْري الحرارةُ إليه وتُؤثِّرُ فيه(1) كذلك النَّارُ تُغلِي بَدَنَ الإنسانِ بحيثُ يُؤدِّي أثرُه إلى الدِّماغِ.
          وقال ابنُ قُرقُول: («كَمَا يَغْلِي المِرْجَلُ بِالقُمْقُمِ»: كذا في جميعِ الرواياتِ، وذكرَهُ ابنُ الصابونيِّ: «كما يَغلي المِرجَلُ والقُمْقُمُ»، وهذا أبيَنُ إنْ ساعَدتْهُ روايةٌ، وزعمَ بعضُهُم أنَّ الذي في «الصحيحِ» مُغَيَّرٌ، ثمَّ تكلَّفَ فيه ما يَبْعُدُ، و«القُمْقُمُ»: فارسيٌّ مُعَرَّبٌ) انتهى. /
          وفي أصلِنا: (المِرْجَلُ وَالقُمْقُمُ)، وفي نسخةٍ: (بِالقُمْقُمِ).
          وقال الزركشيُّ: («بِالقُمْقُمِ»: هو البُسْرُ المطبوخُ، هكذا قالَهُ أبو عُمَرَ المطرِّزُ(2)، إلَّا أنَّه حكاهُ مكسورَ القافَينِ، ووقعَ في كتبِ الحديثِ بالضَّمِّ، قالَه ابنُ السِّيدِ، وهذا أجودُ ما قيلَ فيه، ولم يَقعْ صاحبُ «النهايةِ» على ذلك).
          وقال القاضي: (قيل: صَوَابُه: «كما يَغلي المِرْجَلُ والقُمْقُمُ»، قلتُ: ورُوِيَ كذلك، ورَواهُ مسلمٌ مقتصِرًا على «المِرْجَل» [خ¦213]) انتهى.


[1] في (أ): (إليها وتؤثر فيها).
[2] في (أ): (المطرزي)، والمثبت موافق لمصدره، والمطرز: هو الإمام العلَّامة أبو عمر محمَّد بن عبد الواحد بن أبي هاشم المطرز الباوردي البغداديُّ اللُّغويُّ الزاهد صاحب ثعلب، من أئمة اللغة وأكابر أهلها، ولد سنة (261هـ)، وقيل: إنَّه أملى ثلاثين ألف ورقة في اللغة مِن حفظه، وكان ثقةً إمامًا آية في الحفظ والذكاء، لم يَتَكلَّم في اللغة أحدٌ أحسنَُ من كلامه، ومصنفاتُه تزيد على العشرين، ومنها: «غريب الحديث» صنَّفه على «مسند أحمد»، وكتاب «الياقوتة» و«فائت الفصيح» و«شرح الفصيح» و«تفسير أسماء الشعراء» و«القبائل» و«النوادر» و«فائت العين» و«المكنون» و«ما أنكرته الأعراب على أبي عبيد فيما رواه وصنَّفه» وغيرها، توفِّي سنة (335هـ). انظر: «إنباه الرواة» (3/171)، «معجم الأدباء» (5/360)، «سير أعلام النبلاء» (15/508)، «الوافي بالوفيات» (4/53).