الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: إن لله ملائكة يطوفون في الطرق

          6408- قولُه: (يَطُوفُونَ): جملةٌ وقعتْ صفةً لـ(مَلَائِكَةً)، و(يَلْتَمِسُونَ) بدلٌ مِنْ (يَطُوفُونَ) بدلَ الكُلِّ، أو جملةٌ مستأنفةٌ، وقعتْ جوابًا عن سؤالٍ مقدَّرٍ.
          وأصلُ (هَلُمُّوا) عند البصريِّينَ: ها المُمْ، أي: اقصِدْ، فأُدغمتِ الميمُ في الميمِ، وتَحَرَّكتِ اللَّامُ، فاستُغنِيَ عن همزةِ الوصلِ، فبقيَ (ها لمَّ)، ثمَّ حُذِفتْ ألِفُ (ها)(1) التي للتنبيه؛ لأنَّ اللَّامَ في (لُمَّ) في تقديرِ الساكنِ؛ إذْ كانتْ حركتُها عارضةً، وفُتحتِ الميمُ؛ لالتقاءِ الساكنين.
          و(عِبَادَةً): تمييزٌ.
          وأصلُ (فَمِمَّ): فمِنْ ما، أي: فمِنْ أيِّ شيءٍ؟
          واللَّامُ في (القَوْمُ) كاللَّامِ في (اللَّئِيم) في قولِ الشاعرِ: [من الكامل]
وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي                     .....................
          أوِ(2) اللَّامُ للاستغراقِ على سبيلِ المبالغةِ.
          (لَا يَشْقَى... جَلِيسُهُمْ): خبرٌ بعدَ خبرٍ، و(الجليسُ) بمعنى: المجالِسِ؛ / كـ(العشيرِ) بمعنى: المعاشِرِ.


[1] في (أ): (ألفُها)، ولعلَّ المثبت هو الصَّواب.
[2] في (أ): (ولايشقى جليسُهُم أو).