الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: كنت أغتسل أنا والنبي من إناء واحد

          250- (أَنَا وَالنَّبِيَُّ): يَحتملُ أنْ يكونَ مفعولًا معه، وأنْ يكونَ عطفًا على الضَّميرِ المرفوعِ المتَّصلِ.
          فإِنْ قلتَ: كيفَ يكونُ عطفًا، ولا يصحُّ أن يُقال: (أغتسلُ النَّبيُّ) بصيغةِ المتكلِّم؟
          قلتُ: يقدَّرُ مناسِبُه ممَّا يصحُّ، نحو فِعْلِ الماضي، وهو مِنْ بابِ تغليبِ / المتكلِّمِ على الغائبِ، كما غُلِّبَ في قولِه تعالى: {اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة:35] [الأعراف:19] المخاطبُ على الغائبِ، وتقديرُه: اُسْكُنْ أنتَ، وليَسْكُنْ زوجُكَ.
          (مِنْ إِنَاءٍ): (مِنْ) ابتدائيَّةٌ.
          (مِنْ قَدَحٍ): (مِنْ) بيانيَّةٌ، والأَولَى أَنْ يكونَ (قَدَحٍ) بَدَلٌ(1) مِنْ (إِنَاءٍ) بتكرارِ حرفِ الجرِّ في البدلِ.


[1] هكذا في النسختين تبعاً لـــ«الكواكب الدراري» (3/113) وغيره، ولعل الصواب: (بدلًا).