الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه

          5640- (حَتَّى الشَّوْكَةُِ): قال المُظْهِر: (يجوزُ رفعُ «الشوكة» على الابتداءِ، والخبرُ «يُشَاكُهَا»، وجرُّها على أنَّ «حتَّى» عاطفةٌ، أو بمعنى: «إلى»، والضميرُ في «يُشَاكُهَا» مفعولُه الثاني، والمفعولُ الأوَّلُ مضمرٌ أُقيمَ مُقامَ الفاعلِ؛ المعنى: حتَّى الشوكةِ يُشَاكُ المسلمُ تلكَ الشوكةَ) انتهى.
          وجوَّزَ أبو البقاءِ فيه ثلاثةَ أوجهٍ: الجرُّ بمعنى: (إلى)، أي: لو انتهى ذلك إلى الشوكةِ، والنصبُ على تقديرِ: يَجِدُ الشوكةَ، أو مَعَ الشوكةِ، والرفعُ إمَّا على العطفِ على الضميرِ في «تُصِيبُ»، وإمَّا مبتدأٌ، أي: حتَّى الشوكةُ تَشُوكُهُ.
          (يُشَاكُهَا): أي: يُصابُ بها، قال السفاقسيُّ: حقيقةُ هذا اللفظِ أنْ يُدخِلَها غيرُه في جسدِهِ، يُقالُ: شُكْتُهُ أَشُوكُهُ.
          قال الأصمعيُّ: ويُقالُ: شَاكَتْنِي تَشُوكُنِي؛ إذا دخلتْ هي، فلو كان المرادُ هذا؛ لَقَالَ: حتَّى [الشوكة] تَشُوكُهُ، لكنَّه جعلَها مفعولَه، وجعلَهُ هو مفعولًا به أيضًا. /
          وقال الكِرمانيُّ: (فإنْ قلتَ: هو متعدٍّ إلى مفعولٍ واحدٍ، فما هذا الضميرُ؟
          قلتُ: هو مِن بابِ وصلِ الفعلِ، أي: يُشاكُ بها، فحُذِفَ الجارُّ، ووُصِلَ الفعلُ.
          قال الطِّيبيُّ: «الشوكةُ»: مبتدأٌ، و«يُشَاكُهَا»: خبرُه، وروايةُ الجرِّ ظاهرةٌ، والضميرُ في «يُشَاكُهَا» مفعولُه الثاني، والمفعولُ الأوَّلُ مضمرٌ، أي: يُشَاكُ المسلمُ تلكَ الشوكةَ).