الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: أن نبي الله أمر يوم بدر بأربعة وعشرين رجلًا من صناديد قريش

          3976- [(طَوِيٍّ): قال الطِّيبيُّ: («الطَّويُّ»: في الأصل صفةٌ، فَعيلٌ بمعنى: مَفْعول، ولذلك جَمَعوهُ على «الأَطْوَاء»، كـ«شَرِيف وأشراف»، وإن كانَ قدِ انتقلَ إلى الاسميَّةِ.
          وقوله: «خَبِيثٍ مُخْبِثٍ»: الخَبيثُ: ذو الخُبْثِ في نَفْسِهِ، والمُخْبِثُ: الذي أَعْوانُه خُبُثٌ، وقيل: هو الذي يُعلِّمُهم الخُبْثَ ويُوقِعُهم فيه.
          قال التُّوربشتيُّ: فإنْ قيلَ: كيفَ التوفيقُ بين الطَّوِيِّ والقَلِيبِ، والقَلِيبُ البئرُ التي لم تُطْوَ؟]
.
          [قلنا: يَحتملُ أنَّ الراويَ رواهُ بالمعنى ولم يَدرِ أنَّ بينَهما فَرْقًا، ويَحتمل أنَّ / الصحابيَّ حَسِبَ أنَّ البئرَ كانتْ مَطويَّةً، وكانتْ قَلِيبًا، ويَحتمل أنَّ بعضَهم أُلقيَ في طَوِيٍّ، وبعضَهم في قَلِيبٍ.
          أقولُ: إنَّهم قد يُطلِقونَ على حقيقةٍ مقيَّدةٍ بقيدٍ اسمَ الحقيقةِ التي هي غيرُ مُقيَّدَةٍ بها؛ توسُّعًا في الكلامِ، فإنَّ «المِرسَنَ» اسمٌ لأنفٍ فيه رَسَنٌ، وقد يُطلَقُ على أنفِ الإنسانِ، وكذا «المِشْفَرُ» و«الجَحْفَلَةُ» اسمٌ لِشَفَةِ البعيرِ والفَرَسِ، وقد يُرادُ بهما شَفَةُ الإنسانِ، وعليهِ قولُه تعالى في وَجْهٍ: {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ} [الصافات:65]) انتهى]
(1).
          (يَا فُلَانُ بْنَ فُلَانٍ): تقدَّم في (يَا عَبْدَُ بْنَ زَمْعَةَ) [خ¦2053].
          [قوله(2): (مَا تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسَادٍ): قال المظهرُ: («ما»: استفهاميَّةٌ، ويجوزُ أنْ تكونَ موصولةً)، قال الطيبيُّ: (على الأوَّلِ فيه معنى الإنكارِ، و«مِنْ» في «[مِنْ] أجسادٍ»: زائدةٌ؛ لأنَّ في الاستفهامِ معنى النفيِ، وعلى الثاني: «ما»: مبتدأٌ، و«مِنْ»: بيانٌ له(3)، والخبرُ محذوفٌ، أي: الذين تُكلِّمُهُم لا يَسمعُونَ كلامَكَ، أو «مِنْ»: زائدةٌ على مذهبِ الأخفشِ، و«أجساد»: خبرٌ له، انتهى)](4). /


[1] ما بين معقوفين جاء في (أ) مع مجموعة أحاديث في أوراق متفرقة، فوضعتها في محلِّها.
[2] (قوله): مثبت من (أ).
[3] (له): ليست في (ب).
[4] ما بين معقوفين جاء في (ب) قبل هذا الموضع، والصواب المثبت.