الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: ما رأيت أحدًا قط بعد رسول الله من حين قبض كان أجد

          3687- (مِنْ حِينَ قُبِضَ): قال الزركشيُّ: (بفتحِ النونِ على البناءِ؛ لإضافتِهِ لمبنيٍّ) انتهى.
          واعلم أنَّ (حينَ) ظرفٌ بُنيَ على الفتحِ، فإنْ دخلَ (مِن) في أوَّلِهِ جازَ لك فتحُه على الظرفيَّةِ، وجازَ جرُّهُ بـ(مِن)، قاله أبو حيَّان، وابن هشام في «المغني»، إنْ(1) وقعَ بعدَها مُعربٌ أُعربتْ، نحو: قمتُ مِن حينِ زيدٌ قائمٌ، وإنْ وقعَ بعدَها مبنيٌّ بُنيتْ؛ مثلُ الحديثِ: (مِنْ حينَ قُبِضَ)، أو: مِنْ حينَ هذا قائمٌ.
          وفي «التوضيح»: ويجوزُ في الزمانِ المحمولِ على «إذا» و«إذ» الإعرابُ على الأصلِ، والبناءُ حَمْلًا عليهما، فإنْ كانَ ما وليَهُ فِعْلًا مبنيًّا فالبناءُ أرجحُ للتناسبِ، كقولِه: [من الطويل]
عَلَى حِينَ عَاتَبْتُ المَشِيبَ عَلَى الصِّبَا                     ......... /
          وقوله: [من الطويل]
...........................                     عَلَى حِينَ يَسْتَصْبِينَ كُلَّ حَلِيمِ
          وإنْ كانَ فِعْلًا مُعْربًا، أو جملةً اسميَّةً فالإعرابُ أرجحُ عندَ الكُوفيِّينَ، وواجبٌ عندَ البَصْريِّينَ، واعتُرِضَ عليهم بقراءةِ نافعٍ: {هَذَا يَوْمَ يَنفَعُ} [المائدة:119] بالفتح، وقولِه: [من الوافر]
تَذَكَّرَ مَا تَذَكَّرَ مِن سُلَيمَى                     عَلَى حِينَِ التَّوَاصُلُ(2) غَيْرُ دَانِ(3)[74أ] /


[1] هكذا في النسختين، والأليق: (فإن).
[2] في (ب): (التوصُّل).
[3] «أوضح المسالك» (3/119)، والبيت لم يعلم قائله، وهو من شواهد «الارتشاف» (4/1827)، «أوضح المسالك» (3/122) (337)، «شذور الذهب» (80) (26)، «همع الهوامع» (1/218)، «شرح الأشموني» (2/478) (626)، والتواصلُ: مبتدأٌ، وغيرُ: خبرٌ، أفاده في هامش النسختين.