الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث أبي بكر في الهجرة

          3615- (فَاللهَُ لَكُمَا): منصوبٌ على القَسَمِ بإسقاطِ حرفِ القَسَمِ(1) كأنَّه قالَ: أُقسِمُ باللهِ / لكما، فحذفَ ونصبَ، وقال الكِرمانيُّ: («اللهُ» بالرفعِ مبتدأٌ، وخبرُه «لكما»، أي: ناصرٌ لكما).
          (أَنْ أَرُدَّ عَنْكُمَا الطَّلَبَ): أي: ادعوَا لِأَنْ أَرُدَّ، وفي بعضِها بالنصبِ والجرِّ، أي: أُقسِمُ باللهِ(2) لَأَنْ أَرُدَّ عنكما لأجلكما، فاللَّامُ المقدَّرةُ في تقديرِ الرفعِ بالكسرِ، وفي الأخيرينِ بالفتح.
          إشارةٌ: قال الأشرفُ: (أَنْ أردَّ): الجارُّ محذوفٌ، تقديرُه: بأَنْ أردَّ، وقولُه: (فاللهُ لكما): حشوٌ بينهما، ويمكنُ أنْ يُقالَ: (فاللهُ): مبتدأٌ، و(لكما): خبرُه، وقولُه: (أَنْ أردَّ): خبرٌ ثانٍ للمبتدأِ.
          وقال غيرُه: معناهُ: فادعوَا لي؛ كيلا يَرتطِمَ فرسي، على أَنْ أتركَ طلبَكُما، ولا أَتَّبِعَكُما بعدُ، ثمَّ دعا لهما بقولِه: (فاللهُ لكما)، أي: اللهُ تعالى حافِظُكُما وناصِرُكُما حتى تَبلُغا بالسلامةِ إلى مقصِدِكما.
          ويجوزُ أنْ يكونَ معناه: ادعوَا لي حتى أنصرفَ عنكما، فإنَّ اللهَ تعالى قد تكفَّلَ بحفظِكُما عنِّي، وحَبَسَنِي عنِ البلوغِ إليكما. /


[1] في (ب): (الشرط).
[2] اسم الجلالة ليس في (ب).