الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب وجوب النفير وما يجب من الجهاد والنية

          ░27▒ ({ثُبَاتٍ}[النساء:71]: سَرَايَا): قال الزركشيُّ: (وَقَعَ في روايةِ القابِسيِّ: «ثُباتًا» بالألف، ولا وجه له؛ لأنَّه جمع المؤنَّث السالم، كـ«هندات») انتهى.
          وقال شيخُنا في «الفتح»: (وكذا وقعَ في روايةِ أبي ذرٍّ، وهو غلطٌ، ولا وجهَ له؛ لأنَّه جمع «ثُبَة» كما سترى).
          وقال البِرماويُّ: (بل هو لغةٌ في معتلِّ اللَّامِ مِنَ الجمعِ بالألف والتاء) انتهى.
          إشارةٌ: وقال ابنُ هشام: (...الجمعُ بألفٍ وتاءٍ مزيدتينِ؛ كـ«هندات» و«مسلمات»، فإنَّ نصبَه بالكسرةِ، نحو: {وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ} [الجاثية:22]، وربَّما نُصِبَ بالفتحةِ إنْ كان محذوفَ اللَّام؛ كـــ«سمعتُ لغاتَهم»). /
          وقرأتُ بخطِّ العلَّامةِ عزِّ الدِّين: (الجمعُ بألفٍ وتاءٍ مزيدتينِ نصبُه بالكسرةِ، وربَّما نُصِبَ بالفتحةِ إن كان محذوفَ اللَّام؛ كـ«سمعتُ لغاتَهم»، وقد حكى البغداديُّونَ فتحَ هذه التاء(1) في النصب، وفي «رأيتهم ثُباتًا»، أي: جماعاتٍ، ولا حجَّةَ لهم فيه؛ لاحتمال أن يكون «لغاة» و«ثباة» مفردًا، لا جمعَ «لغة» و«ثبة»؛ لأنَّ أصل «لُغَة»: «لُغَوَةٌ»، وأصل «ثُبَة»: «ثُبَوَةٌ»؛ مثل: «حُطَمَة»، فحُذفتْ لامُه، إِلَّا أنَّ مَن ردَّ اللَّام؛ قَلَبها ألفًا؛ لتحرُّكِها وانفتاحِ ما قبلَها) انتهى.


[1] في (ب): (الياء)، وهو تصحيف.