الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب: إذا زكى رجل رجلًا كفاه

          ░16▒ (عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسًا): قال ابنُ الأثيرِ: (انتصبَ على أنَّه خبرُ «عَسَى»).
          وقال الشيخُ جمالُ الدينِ ابنُ هشامٍ في «المغني»: (الثالثُ، والرابعُ، والخامسُ: أنْ يأتيَ بعدَها المضارعُ المجرَّدُ، أو المقرونُ بالسينِ، أو الاسمُ المفردُ، نحو: / «عَسَى زيدٌ يقومُ»، و«عَسَى زيدٌ سيقومُ»، و«عَسَى زيدٌ قائمًا»، والأوَّلُ قليلٌ؛ كقولِه: [من الوافر]
عَسَى الهَمُّ الَّذِي أَمْسَيْتُ فِيهِ                     يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ
          والثالثُ أقلُّ منه؛ كقولِه: [من الرجز]
أَكْثَرْتَ فِي العَذْلِ مُلِحًّا(1) دَائِما
لَا تُكْثِرَنْ إِنِّي عَسَـِيتُ صَائِما
          وقولِهِم في المَثَلِ: «عَسَى الغُوَيرُ(2) أَبْؤُسًا» كذا قالوه، والصوابُ: أنَّه ممَّا حُذِفَ فيه الخبرُ، أي: يكونُ أبؤسًا، وأكونُ صائمًا؛ لأنَّ في ذلِكَ إبقاءً(3) لها على الاستعمالِ الأصليِّ، ولأنَّ المرجوَّ كونُه صائمًا، لا نفسُ الصائمِ) انتهى. /
          وقال ابنُ هشامٍ في «التوضيح»: (وشذَّ مجيءُ الخبرِ مفردًا بعدَ «كادَ»، و«عسى»؛ كقولِه: «عَسَى الغُويرُ أَبْؤُسًا»).


[1] في (ب): (ملجأ).
[2] في (ب): (العزيز).
[3] في (ب): (إنقاء).