الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

معلق الليث: أنه ذكر رجلًا من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل

          2291- (تَسَلَّفْتُ فُلَانًا) المشهورُ: أنَّ تعديةَ هذا إنَّما هي بحرفِ الجرِّ. /
          (فَأَتَى بِالأَلْفِ دِينَارٍ): قال الشيخُ العلَّامةُ جمالُ الدينِ ابنُ مالكٍ: («فلمَّا[60ب] قَدِمَ جاءَ بالألفِ دينارٍ» في وقوعِ «دينارٍ» بعدَ «الألفِ» ثلاثةُ أوجهٍ:
          أحدُها _وهو أجودُها_: أنْ يكونَ أرادَ: بالألفِ ألفِ دينارٍ، على إبدالِ «ألفِ» المضافِ مِنَ المعرَّف بالألف واللَّام، ثمَّ حَذَفَ المضافَ _وهو البدَلُ_ لدلالةِ المُبدَلِ منه عليه، وأَبقى المضافَ إليه على ما كانَ عليه مِنَ الجرِّ، كما حُذف المعطوفُ المضافُ وتُرِكَ المضافُ إليه على ما كانَ عليه قبلَ الحذفِ في نحوِ: «ما كلُّ سوداءَ تمرةً، ولا بيضاءَ شحمةً».
          وفي «بابِ: الاستعانةِ باليدِ في الصلاةِ»: «فَقَرَأَ العَشْرَ آيَاتٍ» [خ¦198] يُحمَلُ أيضًا على أنَّ المرادَ: «فقرأَ العَشْرَ عَشْرَ آياتٍ»، على البدلِ، ثمَّ حَذَفَ البدلَ، وبقيَ ما كانَ مضافًا إليه مجرورًا.
          الثاني: أنْ يكونَ الأصلُ: «جاءَهُ بالألفِ الدِّينارِ»، والمرادُ: بالألفِ الدنانيرِ، فأوقعَ المفردَ موقعَ الجمعِ، كقولِه تعالى: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا} [النور:31]، ثمَّ حُذِفَتِ اللَّامُ مِنَ الخطِّ؛ لصيرورَتِها بالإدغامِ دالًا، فكُتِبَ على اللفظِ كما كُتِبَ: {وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ} [الأنعام:32] على صورة: {وَلَدَارُ}.
          الثالثُ: أنْ يكونَ «الألف» مضافًا إلى «دينارٍ»، والألفُ واللَّامُ زائدتانِ؛ فلذلكَ لم يَمنَعا مِنَ الإضافةِ، ذَكَرَ جوازَ هذا الوجهِ أبو عليٍّ الفارسيُّ) انتهى. /
          (رَاشِدًا): حالٌ مِنْ فاعلِ (انْصَرِفْ).