الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

باب قول الله تعالى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ}

          ░5▒ (بابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ})[البقرة:196]: {مِنكُم} في محلِّ نصبٍ على الحالِ مِنْ {مَّرِيضاً}؛ لأنَّه في الأصلِ صفةٌ له، فلمَّا قُدِّم عليه انتصبَ حالًا، وتكونُ (مِنْ) تبعيضيَّةً، وأجازَ أبو البقاءِ أنْ يكونَ متعلِّقًا بـــ{مَّرِيضاً}، قال أبو حيَّانَ: (ولا يَكادُ يُعقلُ)، و(مَنْ) يجوزُ أنْ تكونَ شرطيَّةً وموصولةً.
          ({أَوْ بِهِ أَذًى}): يجوزُ أنْ يكونَ مِنْ بابِ عطفِ المفرداتِ، وأنْ يكونَ مِنْ بابِ عطفِ الجُمَلِ، والباءُ فيهِ للإلصاقِ، أو ظرفيَّةٌ، وتحقيقُ هذا في كُتُبِ الإعرابِ.
          و({مِّن رَّأْسِهِ}): [فيه وجهان:
          أحدُهما: أنَّه]
في محلِّ رفعٍ(1) صفةٌ لـــ{أَذًى}، أي: أَذًى كائِنٌ مِنْ رَأْسِهِ.
          الثَّاني: أن يتعلَّقَ بما تعلَّق {بِهِ} مِنَ الاستقرارِ، وعلى كلا التَّقديرينِ تكونُ {مِن} لابتداءِ الغايةِ.
          ({فَفِدْيَةٌ}): مبتدأٌ، والخبرُ محذوفٌ، أي: فعليه، أو خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ، أي: فالواجبُ عليه، أو يكون فاعلَ فِعْلٍ مقدَّرٍ، أي: فيجبُ عليه، وقُرِئَ شاذًّا بالنَّصبِ / على إضمارِ فِعْلٍ، أي: فلْيَفْدِ فِديةً.
          و({مِن صِيَامٍ}): في محلِّ رفعٍ أو نصبٍ، على حسبِ القراءتين، صفةٌ لـــ(فدية)، فيَتَعلَّقُ بمحذوفٍ.
          (أَمَّا الصَّومُ): قَسِيمُه مُقدَّرٌ، تقديرُه: [و]أمَّا النُّسُكُ فأقلُّه شاةٌ، وأمَّا الصَّدقةُ فهي إطعامُ سِتَّةِ مساكينَ.


[1] في (ب): (الرفع).