الناظر الصحيح على الجامع الصحيح

حديث: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت

          1280- (لَغَنِيَّةً): خبرُ (كَانَ)، واللامُ للتأكيدِ، قاله الوالدُ ⌂(1).
          وقال ابُن مالكٍ: (فيه دخولُ لامِ الابتداءِ على خبرِ «كَانَ» مِنْ أجلِ أنَّها واسمَها وخبرَها خبرُ «إنَّ»، وفيه شذوذٌ؛ لأنَّ خبرَ «إنَّ» إذا كان جملةً فعليَّةً فموضعُ اللَّامِ منها صدرُها، نحو: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} [النمل:74]، وإذا كانتِ اسميَّةً جازَ تصديرُها باللَّامِ، كقولِه: [من البسيط]
إِنَّ الْكَرِيمَ لَمَنْ يَرْجُوهُ ذُو جِدَةٍ                     وَلَو تَعَذَّرَ إِيسَارٌ وَتَنْوِيلُ
          وتأخيرُها، كقولِه: [من الطويل]
فَإِنَّكَ مَنْ حَارَبْتَهُ لَمُحَارَِبٌ                     شَقِيٌّ وَمَنْ سَالَمتَهُ لَسَعِيدُ
          فكانَ موضعُ اللَّامِ مِن «كُنْتُ عَنْ هَذَا لَغَنِيَّةً» صدرَ الجملةِ، لكن منعَ مِنْ ذلكَ كونُه فِعلًا ماضيًا متصرِّفًا، ومنعَ مِنْ مُصاحَبَتِها أوَّلَ المعمولينِ كونُه ضميرًا متَّصلًا، فتعيَّنتْ مُصاحَبَتُها ثانيَ المعمولينِ(2)، معَ أنَّ «كان» صالحةٌ لتقديرِ السُّقوط؛ لصحَّةِ / المعنى بدونِها، فكأنَّ «غَنِيَّةً»(3) بهذا الاعتبارِ خبرُ «إنَّ»، فصَحِبَتْهُ اللَّامُ لذلك) انتهى.


[1] «التلقيح» (1/194/أ)، وقوله: (واللام للتأكيد...) ليس في (ب).
[2] في (ب): (المفعولين).
[3] في (ب): (غيبة)، وهو تصحيف.