مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: خرج النبي يستسقي فتوجه إلى القبلة يدعو

          630- حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ فَذَكَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبَّادِ، عَنْ عَمِّهِ: خَرَجَ النَّبِيُّ صلعم يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إِلَى الْقِبْلَةِ يَدْعُو وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ يجَهَرَ فِيهِمَا بِالْقِرَاءَةِ. [خ¦1024]
          وَفِي رَوَايَةٍ: فصلَّى رَسُولُ اللهِ رَكْعَتَيْنِ وقَلَبَ رِداءَهُ. [خ¦1026]
          وَفِي رَوَايَةٍ: بَشِقَ الْمُسَافِرُ(1) وَمُنِعَ الطَّرِيقُ. [خ¦1029]
          وكَانَ النَّبِيُّ صلعم لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِن دُعَائِهِ إِلَّا فِي الاسْتِسْقَاءِ، وأَنَّهُ يَرْفَعُ حَتَّى يُرَى بَياضُ إِبْطَيهِ(2) . [خ¦1031]
          وَكَانَ النَّبِيُّ صلعم إِذَا رَأَى الْمَطَرَ قَالَ: «اللَّهُمَّ صَيِّبًا(3) نَافِعًا». [خ¦1032]


[1] في هامش الأصل: «بَشَقَ: ص؛ أي: اشتد السفر عليه؛ أَي: مَلَّ، حكاه أبو الفرج عن البخاري».
[2] في هامش الأصل: قوله: ورفع الأيدي إلى السماء وقت الدعاء تعبد محض، يعني والله تعالى أمرنا: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر: 7] فأخدنا بالرفع كما رفع النبي عليه السلام والنبي كان باسطًا يده برفعه كالمستطعم المشكر حتى يرى إبطه ليس فيه شعر ثم المعنى في ذلك: أنه خزائن أرزاق العباد عدت في السماء، قال الله تعالى: {وفي السماء رزقكم وما توعدون} [الذاريات: 22]، وكذلك الملائكة ينزلون بأرزاق العباد في السماء، والإنسان مجبول؛ أي: مطبوع على الميل إلى الجهة التي يندفع حصول مقصوده كالسلطان إذا وعد عسكره بالخلع والأرزاق يميلون بالتوجه إلى الأرزاق، وفي كتاب الترمذي عن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع بالدعاء يديه لم يحطهما حتى يمسح بهما وجهه، من«الأذكار».
[3] في هامش الأصل: «صيبًا»: المطر الكثير.