مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: فإن طالت بك حياة لترين الظعينة ترتحل من الحيرة

          2396- حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ فَذَكَر عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: بَيْنَا أَنَا عِنْدَ النَّبِيِّ صلعم إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ فَشَكَا إِلَيْهِ الْفَاقَةَ، ثُمَّ أَتَى آخَرُ فَشَكَا إِلَيهِ قَطْعَ السَّبِيلِ، فَقَالَ: «يَا عَدِيُّ هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ(1) »، قُلْتُ: لَمْ أَرَهَا، وَقَدْ أُنْبِئْتُ عَنْهَا، قَالَ: «فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحِيرَةِ حَتَّى تطُوفَ بِالبَيْتِ(2) لا تخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ»-قُلْتُ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ نَفْسِي: فَأَيْنَ دُعَّارُ(3) طَيِّئٍ الَّذِينَ قَدْ سَعَّرُوا الْبِلادَ-«وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتُفْتَحَنَّ كُنُوزُ كِسْرَى» قُلْتُ: كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ؟ قَالَ: «كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ، وَلَئِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الرَّجُلَ يُخْرِجُ مِلْءَ كَفِّهِ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ فِضَّةٍ يَطْلُبُ مَنْ يَقْبَلُهُ مِنْهُ فَلا يَجِدُ أَحَدًا يَقْبَلُهُ مِنْهُ، وَلَيَلْقَيَنَّ اللَّهَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ يَلْقَاهُ وَلَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ تَرْجُمَانٌ يُتَرْجِمُ لَهُ، فَيَقُولَنَّ: أَلَمْ أَبْعَثْ إِلَيْكَ رَسُولًا / فبلَّغَكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَقُولُ: لَمْ أُعْطِكَ مَالًا وَأُفْضِلْ عَلَيْكَ؟ فَيَقُولُ: بَلَى، فَيَنْظُرُ عَنْ يَمِينِهِ فَلا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ، وَيَنْظُرُ عَنْ يَسَارِهِ فَلا يَرَى إِلَّا جَهَنَّمَ».
          قَالَ عَدِيٌّ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلعم يَقُولُ: «اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقَّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ شِقَّةَ تَمْرَةٍ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ». [خ¦3595]


[1] في الأصل: «يا عدي السبيل»، وفي هامش الأصل: قوله: «الحيرة» مدينة النعمان معروفة من بلاد العراق.
[2] في هامش الأصل: «بالكَعبة: خ».
[3] في هامش الأصل: قوله: «دعار» الدعار المفسد يريد قطاع الطريق.