مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: تريدين أن تصومي غدًا؟

          1254- وفي روايةٍ عَنْ جُوَيْرِيَّةَ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ النَّبِيَّ صلعم دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهيَ صَائِمَةٌ، فَقَالَ: «أَصُمْتِ أَمْسِ؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِينَ غَدًا؟» قَالَتْ: لَا، قَالَ: «فَأَفْطِرِي».(1) [خ¦1986]


[1] في هامش الأصل: فائدة: النهي عن صوم يوم الجمعة محمول على صومه مفردًا، ولعل سببه: أن لا يخص يوم بعينه بعبادة معينة لما في التخصيص من التشبه باليهود؛ لأن اليهود تخص يوم السبت بخصوص الصوم، وإنما يؤخذ كراهته من قاعدة كراهة التشبه بالكفار، ومن قال بأنه يكره التخصيص ليوم معين فقد أبطل تخصيص يوم الجمعة، ولعله ينضم إلى ما ذكرنا من المعنى أن اليوم لما كان فضيلًا جدًا على الأيام _ وهو يوم هذه الملة _ كان الداعي إلى صومه قويًا، فنهى عنه حماية أن يتتابع الناس في صومه، فيحصل فيه التشبه، أو محذور إلحاق العوام إياه الواجبات إذا أديم وتتابع الناس على صومه فيلحقون بالشرع ما ليس منه، وأجاز مالك صومه مفردًا، قاله ابن دقيق العيد، في رواية للحاكم: «يوم الجمعة يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده»، والمعنى في استحباب فطره التقوي على الوظائف المطلوبة فيه، وإنما زالت الكراهة بصوم يوم معه؛ لأنه يجبر ما حصل من النقص. انتهى.