مطالع الأنوار على صحاح الآثار

الياء مع الدال

          اليَاء مع الدَّال
          2387- قوله: «أَطولُكنَّ يداً» [خ¦1420]؛ أي: أسمَحكُنَّ بالعطِيَّة، فلان طويلُ اليد والباعِ، وضِدُّه قصِيرُ اليد وجَعدُ الكفِّ والبَنانِ، وقوله: «يَبسُطُ يَدَه لمُسيءِ النَّهارِ» من هذا، وهو مجازٌ، وقد يريدُ به القبول منه والإنعام عليه، ومنه: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة:64].
          وقوله: «كتَبَ التَّوراةَ بيدِه» أثبَت أهلُ السُّنَّة كلَّ ما جاء من هذا وآمنُوا به، ومِنهُم مَن توقَّف عن تَأويلِه، وسلَّمَ عِلمَ ذلك إلى الله، والمُتكلِّمون أثبَتُوها صفاتٍ زائدةً على الذَّات جاءَت من قبلِ الشَّرعِ، لولا الشَّرعُ / لم يجِبْ في العَقلِ إثباتُها، فهي زَائيـدةٌ على ما أثبَته العَقلُ من الصِّفاتِ الَّتي هي الحياةُ والعِلمُ والقُدرةُ والإرادةُ، ومنهم أيضاً مَن توقَّف عن تَأوِيلِها، وتأوَّلها منهم طائفةٌ على مُقتَضَى اللُّغةِ الَّتي بها خُوطِبوا من جِهَةِ الشَّرع، فتَأوَّلوا اليَدَ على القُدرَةِ، وعلى النِّعمةِ، وعلى المِنَّة، وعلى القُوَّة، وعلى الملك، وعلى السُّلطان، وعلى الحِفْظِ والوِقَايةِ، والطَّاعة والجَماعةِ، بحَسبِ ما يلِيقُ تأويلها بالمَواضعِ الَّتي أُثبت فيه، ثمَّ لا تخالُفَ بينَهم في نفي الجارِحَةِ واستِحَالة إثبَاتِها، أعني بين أهلِ السُّنَّةِ.
          وقوله: «بيَدِكَ الخيرُ» [خ¦3348]؛ أي: في ملكك وقدرتك.
          وقوله: «وهُم يَدٌ على مَن سِواهُم»؛ أي: جَماعَة؛ أي: هم يتعاوَنُون على أعدَائِهم من أهلِ المِلَلِ لا يخذل بعضُهم بعضاً، وقيل: قوَّة على مَن سِواهُم، وهو راجعٌ إلى الأوَّلِ.
          وقوله: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ} [التوبة:29] قيل: عن قَهرٍ وذلٍّ، وقيل: نقدٍ، وقيل: عن إنعامٍ علَيهِم بأَخذِها منهم، وقيل: بأَيدِيهم من غير واسِطَة.
          وقد تُؤوِّل هذا في قوله: «خَلَقَ آدمَ بيدِه»، و«كتَب التَّوراةَ بيدِه»، و«غرَس شجَرَة طُوبَى بيَدِه»؛ أي: خلَق ذلك ابتِداءاً من غير مناقل أحوال وتَدريجٍ في أطوارٍ، كسائر المَخلُوقاتِ والمَكتُوباتِ(1)، بل أنشَأ ذلك من غَيرِ واسطَةٍ، وهو أَولَى ما يقال في ذلك.
          وقولُ أنسٍ: «ودَسَّتْهُ تحتَ يَدِي» [خ¦3578]؛ أي: غيَّبته تحت إبطي وأخفَته هنالك.
          وقوله: «لا يَدَانِ لأحدٍ بقِتَالِهم»؛ أي: لا طاقَة ولا قُدرَة.
          وقوله: «وأَرْعاهُ على زَوحٍ في ذاتِ يَدِهِ» [خ¦3434]؛ أي: فيما يملِكُه.


[1] في (ن): (المكونات).