جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق

حديث: كنا عند رسول الله في صدر النهار

          3475- (م) حدَّثنا عبد الرَّزَّاق بن عبد الكريم وغيره قالوا: حدَّثنا عثمان بن أحمد (1) بن إسحاق قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن عمر بن حفص قال: حدَّثنا الفضل بن حمَّاد قال: حدَّثنا هشام بن عبد الملك قال: حدَّثنا شعبة قال: أخبرني عون بن أبي جُحَيفة قال:
          سمعتُ المنذرَ بنَ جرير يحدِّث: عن أبيه قال: كنَّا عند رسول الله صلعم في صَدر النهار، قال: فجاءَه قومٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ مُجْتَابِي النِّمَار _أو: العَباء، شكَّ شعبة_ عليهم السُّيوفُ، عامَّتُهم من مُضَر، بل كلُّهم من مُضَر، فرأيتُ وجهَ رسولِ الله صلعم يَتغيَّر لِمَا رأى بهم من الفَاقَة، قال: فأَمرَ بلالًا، فأَذَّنَ، ودخل ثُمَّ خرج، ثُمَّ أَقامَ، فصلَّى، ثُمَّ قال: « {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ [وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا} إلى قوله ] (2) : {إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]» وقرأ الآية التي في الحشر: «{اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللهَ} [الحشر:18] تَصدَّقَ رجلٌ مِن دينارِه، مِن دِرهمِه، من ثوبِه، مِن صاعِ بُرِّه، مِن صاعِ شَعيرِه، مِن صاعِ تَمرِه، _حَتَّى ذَكَرَ شِقَّ تَمرةٍ_» قال: فجاء رجلٌ من الأنصار بِصُرَّةٍ كادَتْ كفُّه تَعجزُ عنها، بل قد عجز، / قال: ثُمَّ تَتَابَعَ الناسُ، حَتَّى رأيتُ بين يدَي رسولِ الله صلعم كَومَين من طعامٍ وثيابٍ، فلقد (3) رأيتُ وجهَ رسولِ الله صلعم يَتهلَّلُ كأنَّهُ مُذهَبَةٌ (4) ، قال: ثُمَّ قال رسول الله صلعم: «مَن سَنَّ في الإسلام سُنَّةً صالحةً، فعُمِلَ (5) بها مِن بعدَه كان له أجرُها وأجرُ مَن عملَ بها مِن بعدِه، ومَن سَنَّ في الإسلام سُنَّةً سيئةً، فعُمِلَ بها مِن بعدَه كان عليه وِزرُها ووِزرُ مَن عمل بها مِن بعدِه».
          وفي رواية: «مِن غيرِ أن يُنقصَ (6) مِن أجورِهم أو أوزارِهم شيئًا».


[1] (بن أحمد): ليس في (هـ).
[2] ما بين معقوفين ليس في (ف) و(هـ)، وزيد فيهما: (إلى آخر الآية).
[3] في (ف): (ولقد).
[4] في (ف): (ذهبة).
[5] في (ف): (يعمل)، وكذا في الموضع اللاحق.
[6] في (ف): (ينتقص).