جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق

حديث: لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه

          3339- (م، خ مختصرًا عن قَتَادَة (1) ) حدَّثنا أحمد وعمر ابنا مُحَمَّد بن أحمد (2) وغيرهما قالوا: حدَّثنا إبراهيم بن عبد الله قال: حدَّثنا المَحَاملِي قال: حدَّثنا أحمد بن منصور قال: حدَّثنا عمر بن يونس عن عِكْرِمَة قال: حدَّثني إسحاق بن عبد الله:
          عن أنس قال: قال رسول الله صلعم: «لَلهُ أشدُّ فرحًا بتوبةِ عبدِه حين يَتُوبُ إليه من أحدِكم يَنفلِتُ (3) منه راحلتُه بأرضٍ فلاةٍ، عليها طعامُه وشرابُه، فأَتى ظِلَّ شجرةٍ، فاضطجعَ، قد أَيِسَ من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمةً على رأسه».
          زاد مسلم _فيما أَظنُّ (4) _: «فأَخذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قال من شدة الفرح (5) : اللهم أنتَ عبدي، وأنا ربُّك؛ أخطأ من شدة الفرح (6) ». [خ¦6309]


[1] (مختصرًا عن قتادة) ليس في (هـ).
[2] (أحمد): سقط من (هـ).
[3] في (هـ): (تنفلت).
[4] في (ف): (زاد مسلم إن شاء الله).
[5] في (هـ): (الفرج)، وكذا في الموضع اللاحق.
[6] في هامش (ف) (ص6): (قوله: «من شدة الفرح» أي: من شدَّة الرضا، «آلله أفرح» أي: أرضى بتوبة وأقبل لها، والفرح الذي يتعارفه الناس في نعوت بني آدم غير جائزٍ على الله، إنَّما معناه الرضا؛ كقوله تعالى: {كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون:53] أي: راضون، كذلك فسَّر الضحك الوارد في الحديث في صفات الله سبحانه وتعالى الرضا، وكذلك الاستبشار قد جاء في الحديث ومعناه عندهم الرضا، والمتقدِّمون من أهل الحديث فهموا من هذه الأحاديث ما وقع الترغيب فيه من الأعمال، والإخبار عن فضل الله، وأثبتوا هذه الصفات، ولم يشتغلوا بتفسيرها، مع اعتقادهم أنَّ الله تعالى منزَّهٌ عن صفات المخلوقين: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:11]).