جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق

حديث: إن النبي نهى عما قد علمت من الهجرة

          1632- (خ) حدَّثنا القاسم بن الفضل قال: حدَّثنا مُحَمَّد بن الحُسَين قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: أخبرنا يعقوب قال: حدَّثنا أبو اليَمان قال: حدَّثنا شُعيب عن الزُّهري قال: حدَّثني عوف بن الحارث بن الطُفَيل _وهو ابن أخي عائشة زوجِ النبيِّ صلعم لأمِّها_:
          أن عائشة حدَّثت: أن عبد الله بن الزبير قال في بيعٍ أو عطاءٍ أَعطتْه عائشةُ: واللهِ لَتنتهيَنَّ عائشةُ، أو لأَحجُرَنَّ عليها، قالت: أهو قال؟ فقالوا: نعم، فقالت عائشة: هو لله عليَّ نذرٌ ألَّا أُكلِّمَ ابنَ الزبير أبدًا، فاستشفع ابنُ الزبير إليها حين طالت هجرتُه، فقالت: واللهِ لا أُشفِّعُ فيه أبدًا، ولا أتحنَّث في نَذري الذي نَذرت، فلما طال ذلك على ابنِ الزبير كلَّم المِسْوَر بن مَخْرَمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يَغُوث، وهما _من بني زُهْرة_ وقال لهما: أنشدُكما اللهَ ╡ لَمَا أدخلتُماني على عائشة، فإنَّها لا يحلُّ لها أن تنذرَ قطيعتي، فأقبَلَ به المِسْوَر وعبد الرحمن مُشتمِلَين بأَرْدِيتهما حَتَّى استأذَنَا على عائشة، فقالا: السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته، أَنَدخلُ؟ قالت عائشة: ادخلوا، قالوا: كلُّنا، قالت: نعم، كلُّكم _ولا تعلم أنَّ معهم ابنَ الزبير_ فلما دخلوا دخل ابنُ الزبير الحجابَ، فاعتنق عائشةَ، فطَفِقَ يناشِدُها ويبكي، وطفِقَ المِسْوَر وعبد الرحمن يناشِدَانها إلَّا ما كلَّمْتِه وقبِلْتِ منه، ويقولان: إنَّ النبيَّ صلعم نهى عَمَّا قد علمتِ من الهجرة، وإنَّه لا يحلُّ لمسلمٍ أن يهجرَ أخاه فوقَ ثلاثِ ليالٍ، فلما أكثروا على عائشة من التذكرة والتحريج طفِقَتْ تذكِّرُهما وتبكي، وتقول: إنِّي نذرتُ والنذرُ شديدٌ، فلم يزالا بها حَتَّى كلَّمتِ ابنَ الزبير، ثُمَّ أعتقتْ في نذرها ذلك أربعين رقبةً، ثُمَّ كانتْ تذكر نَذرها بعدما أعتقت / أربعين رقبةً، وتبكي حَتَّى تَبُلَّ دموعُها خمارَها. [خ¦6073]
          وفي رواية عروة عن عائشة قالت: أخرِجُوه عني حَتَّى أكفِّرَ عن يميني، وقد بقيتْ حينًا لا تكلِّمه، فسرَّح إليها ابنُ الزبير بعشر رقاب، فأعتقتْهم، وقالت: يا ليتني كنتُ جعلتُ عملًا أعمله.