إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: دخل علي رسول الله وعندي جاريتان تغنيان

          763- حَدِيثُهُ(1): عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللهِ صلعم وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ تُغَنِّيَانِ بِغِنَاءِ بُعَاثٍ، فَاضْطَجَعَ عَلَى الفِرَاشِ وَحَوَّلَ وَجْهَهُ، وَدَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَانْتَهَرَنِي وَقَالَ: مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ عِنْدَ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلعم، فَقَالَ: «دَعْهُمَا» فَلَمَّا غَفَلَ غَمَزْتُهُمَا، فَخَرَجَتَا. [خ¦949]
          وَكَانَ يَوْمَ عِيدٍ يَلْعَبُ السُّودَانُ بِالدَّرَقِ وَالحِرَابِ، فَإِمَّا سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ(2) صلعم، وَإِمَّا قَالَ: «تَشْتَهِينَ تَنْظُرِينَ؟» فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَأَقَامَنِي وَرَاءَهُ خَدِّي عَلَى خَدِّهِ وَهُوَ يَقُولُ: «دُوْنَكُمْ يا بَنِي أَرْفِدَةَ» حَتَّى إِذَا مَلِلْتُ قَالَ: «حَسْبُكِ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَاذْهَبِي». [خ¦950]
          وَفِي لَفْظٍ: دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الأَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ(3) بِمَا تَقَاوَلَتِ الأَنْصَارُ يَومَ بُعَاثٍ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَينِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللهِ صلعم؟ وَذَلِكَ فِي يَومِ عِيدٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «يَا بَا بَكْرٍ؛ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا، وَهَذَا عِيدُنَا». [خ¦952]
          وَفِي لَفْظٍ: «دَعْهَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ» وَتِلْكَ الأَيَّامُ أيَّامُ مِنًى. [خ¦987]
          وَفِي لَفْظٍ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلعم يَسْتُرُنِي وَأَنَا أنْظُرُ إِلَى الحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي المَسْجِدِ، فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: «دَعْهُمْ، أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ» يَعْنِي: مِنَ الأَمْنِ. [خ¦988]


[1] قبله: في هامش (ب): (في إباحة الغِناء).
[2] كذا في (ب)، وهي رواية أبي ذرٍّ عن المستملي، وفي «اليونينية»: (النَّبيَّ).
[3] في (ب): (تغنيان) بالتاء والياء معًا.