الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: أن رسول الله ركب حمارا

          1482- قَالَ ☺: قالَ الشَّيخ أَبُو بَكرٍ _ ☼ _ أخبرنا أَبُو حَامدِ بنُ الشَّرقيِّ، ومَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ، قَالَا: حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنا عَبْدُ الرَّزْاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ(1)، عَن الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ بنِ الزُّبَيْرِ، أنَّ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ أخْبَرَهُ: أنَّ رسولَ اللهِ صلعم رَكِبَ حِمَارًا عَلَيْهِ إِكَافٌ، تَحْتَهُ قَطِيفَةٌ فَدَكِيَّةٌ(2)، وَأَرْدَفَ وَرَاءَهُ أُسَامَةَ بنَ زَيْدٍ، وَهُوَ يَعُودُ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ / فِي بَنِي الْحَارِثِ بنِ الْخَزْرَجِ، وَذَلِكَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ، حَتَّى مَرَّ بِمَجْلِسٍ فِيهِ أَخْلَاطٌ مِن الْمُسْلِمِينَ وَالْمُشْرِكِينَ وعَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَالْيَهُودِ، وَفِيهِمْ عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ، فَلَمَّا غَشِيَتِ الْمَجْلِسَ عَجَاجَةُ الدَّابَّةِ خَمَّرَ عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ وَجْهَهُ(3) بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: لَا تُغَبِّرُوا عَلَيْنَا. فَسَلَّمَ عَلَيْهِم النَّبِيُّ صلعم ثُمَّ وَقَفَ، فَنَزَلَ فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ، وَقَرَأَ عَلَيْهِم الْقُرْآنَ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ أُبَيٍّ: أَيُّهَا الْمَرْءُ، لَا(4) أَحْسَنَ مِنْ هَذَا، فَإِنْ(5) كَانَ مَا تَقُولُ(6) حَقًّا فَلَا تُؤْذِنَا(7) فِي مَجَالِسِنَا، وَارْجِعْ(8) فَمَنْ جَاءَكَ مِنَّا(9) فَاقْصُصْ عَلَيْهِ. فقَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ: اغْشَنَا فِي مَجَالِسِنَا، فَإِنَّا نُحِبُّ ذَلِكَ. فَاسْتَبَّ الْمُسْلِمُونَ وَالْمُشْرِكُونَ، حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَتَوَاثَبُوا. فَلَمْ يَزَلِ النَّبِيُّ صلعم يُخَفِّضُهُمْ، ثُمَّ رَكِبَ دَابَّتَهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى سَعْدِ بنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ: «أَيْ سَعْدُ، أَمَا(10) تَسْمَعُ مَا قَالَ أَبُو حُبَابٍ _يُرِيدُ عَبْدَ اللهِ بنَ أُبَيٍّ_؟ قَالَ(11): كَذَا وَكَذَا» فَقَالَ لَهُ سَعْدٌ: اعْفُ عَنْهُ يَا رَسُولَ اللهِ وَاصْفَحْ، فَوَاللهِ لَقَدْ أَعْطَاكَ اللهُ الَّذِي أَعْطَاكَ، وَلَقَد اصْطَلَحَ أَهْلُ هَذِهِ الْبُحَيْرَةِ(12) أَنْ يُتَوِّجُوهُ، وَيُعَصِّبُوهُ بِالْعِصَابَةِ، فَلَمَّا رَدَّ اللهُ ذَلِكَ بِالْحَقِّ الَّذِي أَعْطَاكَهُ خَرِقَ(13) بِذَلِكَ، فَذَلِكَ(14) فَعَلَ بِهِ مَا رَأَيْتَ. فَعَفَا عَنْهُ النَّبِيُّ صلعم.
          وفِي رِوايَةٍ أُخرى: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم وَأَصْحَابُهُ يَعْفُونَ عَن الْمُشْرِكِينَ، وَأَهْلِ الْكِتَابِ، فَكَفَى أَمَرَهُم اللهُ(15)، وَيَصْبِرُونَ عَلَى الْأَذَى. قَالَ اللهُ تَعَالَى: / {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ (16)}الْآيَةَ[آل عمران:186]. وَقَالَ عَزَّ وجَلَّ: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ}(17) [البقرة:109]. وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم يَتَأَوَّلُ فِي الْعَفْوِ عَنْهُمْ مَا أَمَرَهُ(18) اللهُ تَعَالَى بِهِ، حَتَّى أَذِنَ لَهُ(19) فِيهِمْ. فَلَمَّا غَزَا رَسُولُ اللهِ صلعم بَدْرًا، فَقَتَلَ(20) مَنْ قَتَلَ مِنْ صَنَادِيدِ الْكُفَّارِ وَسَادَةِ قُرَيْشٍ، قَالَ ابْنُ أُبَيٍّ ابنُ سَلُولَ وَمَنْ مَعَهُ مِن الْمُشْرِكِينَ وعَبَدَةِ(21) الْأَوْثَانِ: هَذَا أَمْرٌ قَدْ تَوَجَّهَ، فَبَايِعُوا رَسُولَ اللهِ صلعم عَلَى الْإِسْلَامِ. [خ¦6254]


[1] من أول السند إلى هنا ليس في (ح) و(د)، وبعده: «وعن..».
[2] جاء في هامش الأصل: «قطيفة... فدكية: اسم موضع».
[3] في (ح) و(د): «أنفه».
[4] في (د): «أيها المولى».
[5] في (ح) و(د): «إن».
[6] في (ح): «يقول».
[7] في (ح) و(د): «تؤذينا».
[8] في (ح) و(د) بزيادة: «إلى رحلك».
[9] في (د): «منها».
[10] في (ح) و(د): «ألم».
[11] في الأصل: «فقال».
[12] جاء في هامش الأصل: «البحيرة: عبارة عن القرية المغمورة».
[13] في (ح) و(د): «شرق». وجاء في هامش الأصل: «خرق بذلك: أي... بذلك».
[14] في (ح) بزيادة: «الذي أعطيته» لكنه شطب فوقها بخطوط متقطعة.
[15] في (ح) و(د): «فكفى الله أمرهم».
[16] في (ح) و(د) بتكملة الآية: «مِنْ قَبْلِكُم».
[17] زاد في (ح) و(د): «الآية».
[18] في (ح) و(د): «أمر».
[19] قوله: «له» ليس في (ح) و(د).
[20] في (ح) و(د) بزيادة: «فيها».
[21] في (ح) و(د): «عبدة» بدون الواو.