الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: من يضيف هذا الليلة رحمه الله

          1307- وعن أبي حازمٍ، عَنْ أبي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ(1) صلعم فَقَالَ: إِنِّي مَجْهُودٌ. فَأَرْسَلَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ، فَقَالَتْ: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالحَقِّ، مَا عِنْدِي إِلَّا مَاءٌ. ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُخْرى، فَقَالَتْ مِثْلَ ذَلِكَ، حَتَّى قُلْنَ كُلُّهُنَّ مِثْلَ ذَلِكَ. فَقَالَ(2): «مَنْ يُضِيفُ هَذَا اللَّيْلَةَ ☼ ؟»، فَقَامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قالَ: فَانْطَلَقَ بِهِ إِلَى رَحْلِهِ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ: هَلْ عِنْدَكِ شَيْءٌ؟ قَالَتْ: لَا، إِلَّا قُوتُ صِبْيَانِي، قَالَ: فَعَلِّلِيهِمْ(3) بِشَيْءٍ، فَإِذَا دَخَلَ ضَيْفُنَا فَأَطْفِئي السِّرَاجَ، وَنُرِيهِ(4) أَنَّا نَأكُلُ، فَإِذَا هو(5) أَرَادَ أنْ يَأكُلَ، فَقُومِي. قالَ: فَقَعَدْنا، وَأَكَلَ الضَّيْفُ، فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا إلَى النَّبِيِّ صلعم، فَقَالَ رسولُ اللهِ صلَّ اللهُ عليهِ وسَلَّمَ: «قَدْ عَجِبَ(6) اللهُ مِنْ صَنِيعِكُمَا(7) بِضَيْفِكُمَا البارحة».
          وفي روايةٍ أُخرى: «لَقَدْ ضَحِكَ(8) اللهُ الليلَةَ، وعَجِبَ مِنْ فِعَالِكُما» وأَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} الآية(9) [الحشر:9]. [خ¦3798]


[1] في (ح) و(د): «النبي».
[2] زاد في (د): «رسول الله صلعم ».
[3] جاء في هامش (ح): «العلالة: ما يتعلل به الآكل والشارب، وهو اليسير».
[4] قوله: «ونريه» غير واضح في الأصل، وفي (ح) و(د): «ونرينَّه».
[5] قوله: «هو» ليس في (د).
[6] جاء في هامش الأصل: «عجب: أي رضي».
[7] في (ح) و(د): «صنعكما».
[8] جاء في هامش الأصل: «ضحك: أي يسر الله بالرحمة».
[9] قوله: «الآية» ليس في (د).