التوشيح على الجامع الصحيح

باب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين

          ░83▒ (لاَ يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ): هو بالرَّفع خبر بمعنى النَّهي، أي: ليكن المؤمن حازمًا حذرًا لا يؤتي من ناحية الغفلة فينخدع مرَّة بعد أخرى، وروي بالجزم على النَّهي.
          وقيل: المراد بالمؤمن الكامل الذي وقفته معرفته على غوامض الأمور حتَّى صار يحذر ما سيقع، وأمَّا المغفَّل فقد يُلدغ مرارًا.
          قيل: وهذا الكلام ممَّا لم يُسبق إليه صلعم.
          وجُحْر بضمِّ الجيم وسكون المهملة.
          (لاَ حَكِيمَ إِلاَّ ذُو تَجْرِبَةٍ): للكُشْمِيهنيِّ: «لا حلم إلَّا لذي تجربة»، قال ابن الأثير: معناه: لا يحصل الحلم حتَّى يركب الأمور ويعثر فيها فيعتبر بها ويستبين مواضع الخطأ ويجتنبها.
          وقال غيره: المعنى لا يكون حليمًا كاملًا إلَّا من وقع في زلَّة وحصل منه خطأ، فحينئذ يخجل، فينبغي لمن كان كذلك أن يستر من رآه على عيب فيعفو عنه.