التوشيح على الجامع الصحيح

باب: لا حمى إلا لله ولرسوله صلعم

          ░11▒ (لاَ حِمَى إِلاَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ): قال الشَّافعيُّ: يَحتمل معنيين، أحدهما:
          لا حمى إلَّا ما حماه صلعم، والثَّاني: لا حمى إلَّا مثل ما حماه، فعلى الأوَّل ليس لأحد من الولاة أن يحمي بعده، وعلى
          الثَّاني يختصَّ بمن قام مقامه، وهو الخليفة دون سائر نوَّابه، وأصل الحمى عند العرب أنَّ الرَّئيس منهم كان إذا نزل منزلًا مُخصِبًا استعوى
          كلبًا على مكان عالٍ، فإلى حيث انتهى صوته حماه من كلِّ جانب فلا يرعى فيه غيره، فالحمى هو المكان المحميُّ.