التوشيح على الجامع الصحيح

باب فضل ليلة القدر

          ░32▒ (لَيْلَةِ الْقَدْرِ): بسكون الدَّال، مرادفُ القَدَرِ بفتحها، سُمِّيت بذلك لما تكتب / الملائكة فيها من الأقدار، قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[الدخان :4]، ولم يُعبِّر بالمفتوح الدَّال؛ لأنَّ المراد به تفصيل ما جرى به القضاء وإظهاره مُحدَّدًا في تلك السنَّة مُقدَّرًا بمقدار.
          وقيل: المراد: القَدْر العظيم، والمعنى: أنَّها ذات قْدر لنزول القرآن فيها، أو لما يقع فيها من تنزُّل الملائكة والرُّوح والبركة والمغفرة، أو أنَّ الذي يحييها يصير ذا قَدْر.
          وقد اختلفت الأحاديث في تعيين [ليلة] (1) القدر، واختلف العلماء فيها على أكثر من أربعين قولًا بيَّنتُها في «شرح الموطَّأ»، وأقربها أقوال:
          أحدها: أنَّها ممكنة في كلِّ السَّنة.
          الثَّاني: في كلَّ رمضان.
          الثَّالث: أوَّل ليلة منه.
          الرَّابع: ليلة نصفه.
          [الخامس إلى الثَّامن عشر: ليلة سبع عشرة إلى آخر الشَّهر. في كلِّ ليلة منها قول أنَّها ليلة القدر.] (2)
          التَّاسع عشر: أنَّها ليلة النصف من شعبان
          هذا كلُّه على أنَّها تلزم ليلة تُعيِّنها، وقيل: إنَّها تنتقل، وهو الأقوى، جمعًا بين الأحاديث المختلفة، وأرجاها أوتار العشر الأخير، وأرجى الأوتار ليلة إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وسبع وعشرين.
          واختُلِف هل هي خاصَّة بهذه الأمَّة أو لا ؟


[1] ما بين معقوفتين في [ع] تصحيفًا: (له) والمثبت من غيرها.
[2] ما بين معقوفتين في غير [ع] : (الخامس: إلى الثَّامن عشر ليلة، السَّبع عشرة إلى آخر الشَّهر. السَّادس ليلة ثمان عشرة. السَّابع: ليلة تسع عشرة. الثَّامن: إلى الثَّامن عشر في كلِّ ليلة منها قول أنَّها ليلة القدر. التَّاسع عشر: أنَّها ليلة النصف من شعبان. في كلِّ ليلة منها، قول: إنَّها ليلة القدر التَّاسع عشر أنها ليلة نصف شعبان)