التوشيح على الجامع الصحيح

حديث: كان النبي إذا قام من الليل يتهجد

          1120- (فَتَهَجَّدْ بِهِ): زاد أبو ذرٍّ: «اسهر به»، وتفسير التَّهجُّد بالسَّهر معروف في اللُّغة وهو من الأضداد، يقال: تهجَّد إذا سهر، وتهجَّد إذا نام، وقيل: هجد نام، وتهجَّد سهر، وقيل: التَّهجُّد السَّهر بعد نوم، وقيل: صلاة اللَّيل خاصَّة.
          (قَالَ): زاد ابن خزيمة: «بعد ما يُكبِّر».
          (قَيِّمُ) لمالك: «قيام» وهو القائم بتدبير خلقه المقيم لغيره.
          (نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ): أي: منوِّرهما، وبك يهتدي من فيهما وقيل: المعنى أنت المنزَّه عن كلِّ عيب، وقيل: هو اسم مدح يقال: فلان نور البلد، أي: مزيِّنه.
          (أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ): للكُشْمِيهنيِّ: «لك ملك».
          (أَنْتَ الْحَقُّ): أي: المتحقِّق الوجود الثَّابت بلا شكٍّ فيه.
          قال القرطبيُّ: وهذا الوصف خاصٌّ به تعالى بالحقيقة لا ينبغي لغيره، إذ وجوده لذاته فلم يسبقه عدم، ولا يلحقه عدم بخلاف غيره.
          (وَوَعْدُكَ حَقٌّ): أي: الثَّابت الذي لا يخلف.
          (وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ): عطفه عن النَّبيين من عطف الخاصِّ على العامِّ للتَّعظيم.
          (وَالسَّاعَةُ حَقٌّ): أي: يوم القيامة.
          وإطلاق الحقِّ على ما ذكر من الأمور بمعنى: أنَّه ممَّا يجب أن يُصدَّق به، وكرَّر لفظه للتَّأكيد.
          (أَسْلَمْتُ): انقدت.
          (آمَنْتُ): صدَّقت.
          (تَوَكَّلْتُ): فوَّضت.
          (أَنَبْتُ): رجعت في تدبير / أمري.
          (وَبِكَ خَاصَمْتُ): أي: بما أعطيتني من البرهان والحجج.
          (وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ): أي: من يجحد الحقَّ وخاصمني، وقُدِّمت الصَّلاة إشعارًا بالتَّخصيص.
          (فَاغْفِرْ لِي): قاله على سبيل التَّواضع [والتَّعليم] (1) لأمَّته.
          (قَالَ سُفْيَانُ): وهو موصول لا تعليق.
          (وَزَادَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ): هو ابن أبي المخارق ليس من شرط الكتاب، ولا قصد البخاريُّ التَّخريج له، إنَّما وقعت عنه زيادة في الخبر غير مقصودة لذاتها كما تقدَّم مثله للمسعوديِّ في الاستسقاء، [خ¦1027] ويأتي نحوه للحسن بن عمارة في البيوع. [خ¦3642] (2)


[1] ما بين معقوفتين في [ع] تصحيفًا: (والتعظيم) والمثبت من غيرها.
[2] الحديث في المناقب لا البيوع.