التوضيح لمبهمات الجامع الصحيح

{عبس}

           ░░░80▒▒▒ ({عبس}).
          تنبيه شارد: هذه السورة أُنزلت في حق عمرو بن أم مكتوم، والذي كان يخاطبهم ◙ وأعرض عنه: هم عتبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والعباس بن عبد المطلب، وأُبي، وأمية بن خلف، قاله الثعلبيُّ، زاد في «الزهر الباسم»: شيبة بن ربيعة.
          قال السُّهيليُّ: سمعت القاضي أبا بكر يقول: أمَّا قول علمائنا: أنَّه الوليد بن المغيرة، وقال آخرون: أمية بن خلف والعباس؛ كله باطل وجهل / من المفسرين، وذلك أن أمية والوليد كانا بمكة، وابن أم مكتوم بالمدينة ما حضر معهما ولا حضرا معه، وكان موتهما كافرين؛ أحدهما: قبل الهجرة، والآخر: في بدر، ولم يقصد أمية المدينة، ولا حضر عنده مفردًا ولا مع أحد، انتهى.
          أقول: والقول في أبي جهل أيضًا كالقول فيمن تقدم، وقول السُّهيلي ولم يقصد أمية المدينة؛ فيه وقفة إذ في «البخاري» وكان أمية إذا انطلق إلى الشام ومرَّ بالمدينة؛ نزل على سعد، ولعله كان ينزل قبل قِدَم النبي صلعم المدينة؛ فإذًا كلام السهيليِّ صحيحٌ.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {مُطَهَّرَةٍ}[عبس:14]): هو قول مجاهد، وقال قتادة: هم القراء، وقال الباقون: هم الرسل من الملائكة، كما قال البخاري، قاله الثعلبيُّ.
          قوله: ({سَفَرَةٍ}[عبس:15]: الْمَلَائِكَةُ): هو قول ابن عباس ومجاهد، قاله الثعلبيُّ.
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {تَصَدَّى}[عبس:6]: تَغَافَلَ): هذا لا أعلمه قول أحد من أهل اللغة، وهو كذا في جميع النسخ، وهو وهمٌ وقلب للمعنى، إنَّما تصدى ضد تغافل، وأطال ابن قرقول فيه الكلام، وهذا يكفي ولعله قصد تغافل عن غيره.