التوضيح لمبهمات الجامع الصحيح

سورة {والطور}

           ░░░52▒▒▒ (سورة {والطور}).
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {تَمُورُ}[الطور:9]: تَدُورُ): قال شيخنا ابن حجر: هو قول مجاهد، انتهى.
          وهذا الكلام متعقب بلا شك؛ لأنَّ البخاريَّ قال قبل هذا: (وقال مجاهد: { أَلَتْنَاهُم }[الطور:21]: نقصنا)، ثم قال: (وقال غيره: {تَمُورُ}[الطور:9]: تدور)، فهذا بلا شكٍّ قول غير مجاهد، كيف وقد قال البخاري: (وقال غيره)؟ ولفظ البخاري يقتضي التغاير، وهذا القول ذكره الثعلبي عن ابن عباس، وكان والدي ⌂ نقل هذا القول عن شيخنا من غير تعقيب، فلما أوقفته على التعقب؛ ألحقه في «شرحه» على «البخاري»، وسألتُ شيخنا عن ذلك، فأجاب: اعتمادي على ما أخرجه الطبري في تفسير سورة (الطور) من طريق سفيان بن عيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا} [الطور:9]، قال: تدور دَوَرَانًا، وقد وقع في «تفسير عبد الرزاق» عن معمر عن قتادة في قوله: {تَمُورُ السَّمَاء مَوْرًا}، قال: مورُها: تحرُّكها، وقد أوضحت ذلك في «فتح الباري».
          قوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ: {يَتَنَازَعُونَ}[الطور:23]: يَتَعَاطَوْنَ): هذا قول أبي عبيدة(1) في «المجاز».


[1] في الأصل: (عبيد).