التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: أن رسول الله بعث بكتابه إلى كسرى.

          7264- (عن ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلعم بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى) كذا وقع الحديث في الأمهات، ولم يذكر فيه دحية بعد قوله: «بعث» والصواب إثباته، وقد ذكره البخاري فيما رواه الكُشْمِيهني معلقًا: «وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: بَعَثَ النَّبِيُّ صلعم دِحْيَةَ بِكِتَابِهِ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى وأَنْ تَدْفَعَهُ إِلَى قَيْصَرَ (1)»، وهو الصواب.


[1] قال ابن حجر رحمه الله في الحواشي: الشرح لا يلاقي المتن؛ لأن في المتن كسرى وفي الشرح قيصر. وقال في «الفتح»: وكأنه توهم أن القصتين واحدة، وحمله على ذلك كونهما من رواية ابن عباس، والحق أنَّ المبعوث لعظيم بصرى هو دحية، والمبعوث لعظيم البحرين وإن لم يسم في هذه الرواية فقد سمي في غيرها وهو عبد الله بن حذافة، ولو لم يكن في الدليل على المغايرة بينهما إلا بعد ما بين بصرى والبحرين فإن بينهما نحو شهر، وبصرى كانت في مملكة هرقل ملك الروم، والبحرين كانت في مملكة كسرى ملك الفرس، وإنما نبهت على ذلك مع وضوحه خشية أن يغتر به من ليس له اطلاع على ذلك.