التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: الحمد لله كثيرًا طيبًا مباركًا فيه

          5458- (غَيْرَ مَكْفِيٍّ) بفتح الميم وكسر الفاء وتشديد الياء ومراده الطعام، وروي: «مكفىً»، أي: غير مقلوب لعدمه أو للاستغناء عنه، كما قال: «ولا مستغنى عنه ولا مودع» أي: متروك ومفقود فسهل همزه.
          وذهب الخطابي إلى أن المراد بهذا الدعاء كلِّه الله، وأن المعنى: «غير مكفي» يعني (1) أنَّه تعالى يُطعِمُ ولا يُطعَمُ كأنه هنا من الكفاية، أي أنَّه تعالى مستغن عن معين وظهير. /
          (وَلاَ مُوَدَّعٍ) أي: غير متروك الطلب إليه والرغبة له، وهو بمعنى المستغنى عنه.
          (رَبَّنَا) منصوب بالمدح والاختصاص أو بالنداء، كأنه يقول: يا ربنا اسمع حمدنا ودعاءنا.
          وللأصيلي بالرفع على القطع وجعله خبرًا كأنه قال: ذاك ربنا، أو هو، أو أنت ربنا.
          ويجوز فيه الجر على البدل من الاسم في قوله: الحمد لله أول الدعاء. وقال السَّفَاقُسِي: بدل من الضمير في عنه.


[1] في [ب] : (أي).