التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة

          3432- (خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ) هذا ظاهره مشكل على قاعدة العربية، فإنه ظاهر في [جواز] (1) : زيد أفضل إخوته، وقد اتفقوا على منعه (2) ، وفيه وجهان:
          أَحَدُهُمَا: أن يجعل «خيرًا» بمعنى خيرٌ لا على جهة التفضيل.
          وثانيهما وهو الأصح: / أن الضمير راجع للدنيا، كما تقول: زيد أفضل أهل الدنيا، وسيأتي التصريح به في رواية.
          ويجوز أن يكون على تقدير مضاف محذوف، أي: خير نساء زمنها مريم، فيعود الضمير على مريم، وإنَّما جاز أن يرجع الضمير للدنيا وإن لم يجر لها ذكر لأنَّه يفسره الحال والمشاهدة، ومعنى ذلك أن كل واحدة منهما خير نساء عالمها في وقتها.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .
[2] قال الصَّفَدِيُّ في «تصحيح التصحيف» (ص119): «ويقولون: زيدٌ أفضلُ إخوتِه، فيخطئون، لأن أفْعَل التفضيل لا تضاف إلا لما هو داخلٌ فيه ومتنزِّلٌ منزِلَةَ الجزءِ منه، وزيدٌ غيرُ داخلٍ في جملة إخوته، ألا ترى لو قال قائل: مَنْ إخوةُ زيد؟ لعددتهم دونه، كما لا يقال: زيدٌ أفضلُ النساءِ، وتحقيق الكلام أن يقال: زيدٌ أفضلُ الإخوة، وأفضلُ بَني أبيه».