التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

باب: في النجوم

           ░3▒ (قَالَ قَتَادَةُ: خَلَقَ اللهُ النُّجُوْمَ لِثَلاَثٍ: زِيْنَةً لِلسَّمَاءِ الدُّنْيَا، وَرُجُومًا لِلشَّيَاطِيْن، وَعَلاَمَاتٍ يُهْتَدَى بِهَا، فَمَنْ تَأَوَّل [فِيْهَا] (1) غَيْرَ ذَلِكَ أَخْطَأ وَأَضَاعَ نَفْسَهُ وَتَكَلَّفَ مَا لاَ عِلْمَ لَه) هذا من أحسن ما يرد به على القائلين بالنجوم، وهو يقتضي أن الرجم بها لم يزل قبل البعثة.
          وقال ابنُ عَبدِ السَّلامِ في «أماليه»: إن كان / المراد الكواكب الظاهرة فهي على الأصح يُرجم بها من زمان عيسى ╕ إلى الآن، فكيف يُجمع بين ذلك وبين ما يقوله أهل التواريخ والأرصاد لها، وأنه يقتضي ثبوتها في أماكنها وأنه لم يُفقَد منها شيء ولا هي ترجع إلى مواضعها وإلا لرأيناها ولم نرها؟ وأجاب بأن الذي يُرجَمُ به شهب تُخلق عند الرجم، ولذلك قال أبو علي الفارسي في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا} [الملك:5] عائدة على السماء، التقدير: وجعلنا شهبها على حذف المضاف، فصار الضمير للمضاف إليه، ولم يدل دليل على أنَّها [تُخلق] (2) عند المبعث ولا المولد؛ بل الأصح ما ذكره المؤرخون لما رُوي أنَّه صلعم قال للعرب: «ما كنتم تعدون هذا في الجاهلية ؟ يعني رمي الشهب، قالوا: مولد عظيم أو فقدُ عظيم»، وهو في الصحاح، انتهى.
          وفيما قاله نظر، وما حكاه البُخاري هنا عن قتادة عزاه الشيخ لابْنِ عَبَّاسٍ، وقال: إنه لم يصح، وليس كما قال.
          (بَرْزَخ حَاجِب) وفي نسخه: «حاجز» بالزاي.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .
[2] ما بين معقوفين زيادة من [ف].