التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث علي: بينا أنا جالس في أهلي حين متع النهار

          3094- (مَتَعَ النَّهَار) بفتح المثناة: اشتدَّ حرُّه وارتفع، ومنه في الدعاء: أمتعني الله بك.
          (عَلَى رُمَالِ سَرِيْر) بضم الراء وكسرها: ما ينسج من سعف النخيل (1) ونحوه ليضطجع عليه.
          (فَقَالَ: يَا مَالِ) يريد يا مالك على الترخيم، كما يقال في حارثُ: يا حارِ، ويجوز ضم اللام وكسرها، فمن كسرها تركها على ما يأتي، ومن ضمها جعلها اسمًا مستقلًا.
          (أَهْلُ أَبْيَات) أي: قوم معهم أهلهم.
          (الرَّضْخ) العطية بغير تقدير.
          (يَرْفَأ) بياء مثناة من تحت وراء ساكنة وفاء غير مهموز، ومنهم من يهمزه، وفي «سننِ أبيْ دَاوْدَ» تسميته «اليرفأ» بألف ولام، وهو حاجبُ عمرَ بنِ الخَطَّابِ ☺ .
          (هَلْ لَكَ) فيه حذف، أي: تأذن.
          (تَيْدَكُم) يريد: على رسلكم، كأنَّها مصدر تَادَ يَتِيْدُ، وأصله: اتَّادَ يتَّيدُ، فترك همزه، والأصل في هذا الفعل: إتَأد يتئد، على وزن افتعل، من التؤدة وهي السكون، وهو نصب على المصدر، ومعناه: اسكنوا، والتقدير: تيدوا تيدكم، كما يقال: سيروا سيركم.
          وقال القاضي: «تَيدكم» بفتح التاء للقَابِسيِّ، وعن الأَصِيْلِيِّ: / «تِئدكم» بكسرها وهمز الياء، وقال: كذا لأبِيْ زِيْدٍ، قال أبو زَيْدٍ: وهي كلمة لهم، وعند بعض الرواة: «تَيْدُكم» برفع الدال، وعند أبِيْ ذَرٍّ: «تَئدكم»، وسقطت اللفظة من رواية الجِرْجَانِيِّ.
          قال لنا الأستاذ أبو القاسِمِ النَحْوِيُّ: صوابه «تَيْدَكم» اسم الفعل من اتَّأد، وحكاه عن أبيْ عَلِيٍّ الفَارسيِّ، قال أبو عَليٍّ: وأُراه من التؤدة، وقد حكى سِيْبَوَيْهُ عن بعض العرب: بَيِس فلان، بفتح الباء، قال القَاضِيْ: فالياء في «تيدكم» مسهَّلة من الهمز، والتاء مبدلة من واو؛ لأنَّه في الأصل: وأدة، انتهى.
          وفي «المحكم»: تَيْدَك بمعنى اتَّئد اسم للفعل كرويد، وكأنَّ في وَضْعِه غُيِّر لكونه اسمًا للفعل لا فعلًا، فالتاء بدل من الواو كما كانت في التؤدة، والياء بدل من الهمزة قلبت منها قلبًا لغير علَّة.
          (مَا احْتَازَهَا) يقال: حاز الشيء واحتازه جمعه.
          (أُنْشِدُكُم اللهَ) أي: بالله، قال الخَطَّابِيُّ هذه القضية (2) مشكلة جدًا، فإنَّ عَليًا وعَبَاسًا إذا كانا قد أخذا هذه من عُمَرَ على هذه الشريطة وتمسَّكا في ذلك بقول النبي صلعم : «ما تركنا صدقة»، فما الذي بدا لهما حتى تخاصما ؟
          وأمثلُ (3) ما قيل في ذلك ما قاله أبو دَاوُدَ: إنهما طلبا القسمة فيها إذ كان يشق عليهما ألَّا يكون أحدهما منفردًا بما في يده يعمل فيه ما يريد، فطلبا القسمة لذلك، فمنعهما من القسمة لئلا يجري عليها اسم الملك، وقال لهما: «إنْ عجزتما فردَّاها عليَّ»، وفيه توكيل الرجلين، وأن أحدهما لا ينفرد بعمل دون الآخر.
          وقد زاد الْبَرْقَانِيُّ (4) في روايته من طريق معمر قال: «فغلب عليٌّ عليها، فكانت بيد عليٍّ، ثم بيد حسنِ بنِ عليٍّ ثم كانت بيد حُسيْنٍ، ثم كانت بيد عليِّ [بنِ] (5) حُسين، ثم كانت بيد الحَسَنِ بْنِ الحُسِيْنِ، ثم كانت بيد زَيْدِ بِنِ الحُسين»، قال مَعْمَرٌ: «ثم بيد عبدُ الله بْنِ الحَسَنِ، ثم وليها بنو العبَّاس».


[1] في [ف] : (النخل).
[2] في [ف] : (القصة).
[3] في [ب] : (ومثل).
[4] قال ابنُ حَجَرٍ رحمه الله: في نسبه هذا للبَرقانيِّ قصور شديد، فإن هذا عند البُخاريِّ أيضًا لكن في موضع آخر دون كلام مَعْمَرٍ الأخير.
[5] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .