التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: الخيل لرجل أجر ولرجل ستر وعلى رجل وزر

          2371- (فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلِهَا) بكسر الطاء وفتح الياء المثناة من تحت: الحبل الطويل يشد أحد طرفيه في وتد أو غيره والطرف الآخر في يد الفرس؛ ليدور فيه ويرعى ولا يذهب لوجهه.
          وعند الجرجاني: «في طوَلها» بالواو المفتوحة، وكذا في مسلم، وأنكر يعقوب الياء، وقال: لا يقال إلا بالواو لأنها تكتب ياء لكسر ما قبلها، وحكى ثابت في «دلائله» الوجهين.
          (اسْتَنَّتْ) يقال: استنَّ الفرس استنانًا، أي: غدا لمرحه ونشاطه.
          (شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ) بتحريك الراء: العالي من الأرض، وقيل: المراد هنا طَلَقًا أو طلقين ولا راكب عليه.
          (وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ، وَلَمْ يُرِدْ أَنْ يَسْقِيَها) قيل: إنَّما ذلك لأنَّه وقت لا تنتفع بشربها فيه، فيغتم لذلك فيؤجر، ويحتمل أنَّه كره شربها من ماء غيره بغير إذنه.
          (نِوَاءً لأَهْلِ الإِسْلاَمِ) بكسر النون والمد، أي: معاداةً لهم، وأغرب الداوودي فقال: بالفتح والقصر، وهو منصوب على المفعول له، أو على المصدر في موضع الحال.
          (الفَاذَّةُ) بالمعجمة، أي: القليلة المثل المنفردة في معناها، فإنها تقتضي أن من أحسن إلى الحُمُر رأى إحسانه في الآخرة، ومن أساء إليها وكلَّفها فوق طاقتها رأى إساءته إليها في الآخرة.
          (الجَامِعَةُ) أي: العامة الشاملة، وهو حجة لمن قال بالعموم في «مَن»، وهو مذهب الجمهور، وهذا منه صلعم إشارة إلى أنَّه لم يبين له من أحكام الحمر وأحوالها ما بين له في الخيل والإبل وغيرها مما ذكره، والمعنى لم ينزل عليَّ فيها نصٌّ لكن نزلت هذه الآية العامة.