التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك

          2362- (فاسْتَوْعَى لَهُ) أي: استوفى له، وهو من الوعاء، وهذا يدل على أن القول الأول على وجه المشورة للزبير والمسامحة لجاره ببعض حقه لا على وجه الحكم، فلما خالفه الأعرابي استقضى للزبير حقه.
          وقيل: إن عقوبته في ماله.
          والأول أوجه، والرواية الثانية مصرِّحة به؛ أعني في باب «إذا أشار الإمام بالمصلحة».
          وقوله في الرواية الأخرى: «إنه كان ابن عمتك» يجوز في «إنه» الكسر والفتح وإذا كسرت قدِّر ما قبلها الفاء، وإذا فتحت قدر ما قبلها اللام، والكسر أجود؛ قاله ابن مالك.
          ويمكن ترجيح الفاء بكونه كلامًا مستقلًا من متكلم آخر يبتدئ [به] (1) كلامه، وجاز الفتح لكونه علَّة لما قبله.
          وقوله: «إذا كسرت قدرت قبلها الفاء»، كلام مشكل؛ لأن تقدير الفاء إنَّما يكون للتعليل، والتعليل يقتضي الفتح لا الكسر.


[1] ما بين معقوفين زيادة من [ف] .