التنقيح لألفاظ الجامع الصحيح

حديث: اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر

          2359- 2360- (أَنَّ رَجُلًا مِنَ الأَنْصَارِ) هو حاطب بن أبي بلتعة، [وحكى ابن المظفر في «الينبوع» أنَّه] كان مهاجريًا بدريًا مذحجيًا حليفًا / للزبير _حكاه ابن طغر_ ثم قال: وفي قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ}[النساء:66] الآية شاهد لكون خصم الزبير أنصاريًا لا مهاجريًا؛ لأن المهاجرين كتب عليهم أن يخرجوا من ديارهم، ففعلوا وكانت الدار للأنصار.
          (شِرَاجِ) بشين معجمة مكسورة آخره جيم: جمع شرجة، وهي مسيل الماء من الحرة إلى السهل، و «الحَرَّةِ» بفتح الحاء: اسم موضع فيه تلك الشراج.
          (اسْقِ) بفتح الهمزة رباعي وبكسرها من الثلاثي.
          (أنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ) بفتح الهمزة، أي: قضيت له لَأن كان كذلك، وقيل: إنها تفسيرية مثلها في قوله تعالى: {أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ}[القلم:14] و «ابْنَ» منصوب؛ لأنَّه خبر كان، واسمها ضمير مستتر.
          (الجَدْرِ) بفتح الجيم وإسكان الدال المهملة: وهو هاهنا المسْناة، وهو ما رفع حول المزرعة كالجدار، وقيل: هو لغة في الجدار الحائل بين المشارب، وقال السهيلي: هي الحواجز التي تحبس الماء، ويقال للجدر: حباس.
          ويروى بالذال المعجمة يريد مبلغ تمام الشرب، من جذر الحساب.
          ويروى: «الجُدُر» بالضم جمع جدار.
          قال ابن عمار: سألت الشاشي عن قوله: «حَتَّى يَبْلُغَ الجدر»، قال: حتى يبلغ الكعب، قال: وكأنَّه فسَّره على المعنى، وإلا فمعنى الجدر في اللغة ليس الكعب.