مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

وائل بن حجر بن ربيعة الحضرمي الكندي

          وائلُ بنُ حُجْرِ بنِ رَبيعةَ الحَضرَميُّ الكِنديُّ
          يُكْنى: أبا هِندةَ، كانَ قِيلاً من أقيالِ حَضرَمَوتَ، وكان أبوه من ملوكِهم، وفَدَ على النبيِّ صلعم فأسلَمَ، ويُقالُ: إنَّه بشَّرَ به رسولُ اللهِ صلعم أصحابَه قبل قدومِه، وقال: ((يأتيكم وائلُ بنُ حُجْرٍ من أرضٍ بعيدةٍ من حَضرَمَوتَ طائعاً راغِباً في اللهِ ╡ وفي رسولِه، وهو بقيَّةُ أبناءِ الملُوكِ)) فلمَّا دخَلَ عليه رحَّبَ به وأدناه من نفسِه، وبسَطَ له رداءَه، فأجلَسَه عليه مع نفسِه، وقال: ((اللهمَّ بارِكْ في وائلٍ ووَلَدِه)).
          استعمَلَه النبيُّ صلعم على الأقيالِ من حَضرَمَوتَ، وكتبَ معه ثلاثةَ كُتبٍ، منها كتابٌ إلى المهاجِرِ بنِ أميَّةَ، وكتابٌ إلى الأقيالِ والعَباهِلةِ، وأقطَعَه أرضَه، وأرسَلَ معه معاويةَ بنَ أبي سُفيانَ، فخرَجَ معه راجِلاً معه وائلُ بنُ حُجْرٍ على ناقتِه راكِباً، فشكى إليه معاويةُ حرَّ الرَّمْضاءِ، فقال له: انتعِلْ ظِلَّ النَّاقةِ، فقال له معاويةُ: وما يُغني ذلك عنِّي؟ لو جعلتَنْي رِدْفاً، فقالَ له وائلٌ: لستَ من أردافِ الملوكِ.
          ثمَّ عاشَ وائلُ بنُ حُجْرٍ حتَّى ولِيَ مُعاويةُ الخِلافةَ، فدخَلَ عليه وائلٌ، فعرَفَه معاويةُ، وذكَّرَه بذلك معاويةُ، ورحَّبَ به وأجازَه لوُفودِه عليه، فأبى من قَبولِ جائزتِه، وأراد أن يرزُقَه فأبى، وقال: يأخُذُه مَن هو أَولى منِّي، فإنِّي في غِنًى عنه.
           وكان وائلُ بنُ حُجْرٍ زاجِراً حسَنَ الزَّجْرِ، خَرَجَ يوماً من عند زيادٍ بالكوفةِ وأميرُها المغيرةُ، فرأى غُراباً ينعِقُ، فرَجَعَ إلى زيادٍ، فقال: يا أبا المغيرةِ؛ هذا غُرابٌ يُرحِلُك من هاهُنا إلى خيرٍ، فقدمَ رسولُ معاويةَ إلى زيادٍ من يومِه أنْ سِرْ إلى البَصرةِ والياً، وروى عنه كُليبُ بنُ شِهابٍ وابناه علقَمةُ وعبدُ الجبَّارِ ابنا وائلٍ(1).
          وهو من أفرادِ مسلمٍ ☼.


[1] من قوله: ((يكنى أبا هند... إلى قوله: ...ابنا وائل)): ليس في (ز) و(ف).