مصباح الصحاح لاستضاءة أولي العلم والصلاح

حديث: هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة

          2541- (هـ): ((هل تُضَارُّون في رؤيةِ الشَّمسِ في الظَّهيرةِ ليستْ في سَحَابةٍ؟)) قالوا: لا، قال: ((فهل تضارُّونَ في رؤيةِ القمَرِ ليلةَ البدرِ ليسَ في سحَابةٍ؟)) قالوا: لا، قال: ((والَّذي نفسِي بيدهِ، لا تضَارُّونَ(1) رؤيَةَ ربِّكُم إلا كما تُضَارُّونَ في رؤيةِ أحدِهِما, فيلقَى العبدَ فيقولُ: أي فُلْ ألم أُكرِمكَ وأسوِّدْكَ وأزوِّجكَ وأُسَخِّر لك الخيلَ والإبلَ، وأذركَ ترأسُ وترتَعُ؟ فيقول: بلى، فيقولُ: أظننْتَ أنَّكَ ملاقيَّ؟ فيقول: لا، فيقول: فإنِّي قد أنسَاكَ كما نسيتَنِي، ثمَّ يلقَى الثَّاني فيقول: أي فُلْ ألم أكرمْكَ وأسوِّدكَ وأزوِّجكَ وأسخِّر لك الخيلَ والإبلَ وأذرْكَ ترأسُ وترتَعُ؟ فيقول: بلى، فيقولُ: أظننتَ أنَّك ملاقيَّ؟ قال: فيقول: لا، فيقول: إنِّي أنسَاكَ كما نسيتَنِي. ثمَّ يلقى الثَّالثَ فيقول كمثلِ ذلك، فيقولُ: يا ربِّ، آمنتُ بكَ وبكتابِكَ وبرسلِكَ، / وصلَّيتُ وصمتُ وتصدَّقتُ، ويُثني بخيرٍ ما استطاعَ، فيقول: هاهنا إذًا ثمَّ يقال: الآن نَبعثُ شاهدنا عليك، ويتفكَّرُ في نفسهِ: من ذا الذي يشهدُ عليَّ؟ فيختَمُ على فيهِ، ويقالُ لفَخِذِهِ: انطِقِي، فتنطِقُ فخِذُهُ ولحمُهُ وعظمُهُ بعمله، وذلك ليعتَذرَ من نفسهِ، وذلك المنافِقُ، وذلك الَّذي يسخَطُ اللهُ عليه)).


[1] في (ب) زيادة: ((في)).