مصباح الصحاح لاستضاءة أولي العلم والصلاح

المقدمة

          ♫
          وبه أستعين(1)
          قال الشيخُ الإمامُ العالم المحقِّقُ الفاضلُ الكاملُ(2) القاضِي، جمالُ الدين أبو عبد الله محمدُ ابن مولانا(3) الشيخ الإمام العلامة المحقِّق الحافظ قاضي القضاة(4) جَارِ رسولِ الله صلعم، نجمِ الدين أبي محمَّد عبد الرَّحيم، ابن مولانا قاضِي القضَاة الشيخ الإمام العلامة المحقِّق المتقن(5) قدوةِ العلماء مُفتي الفِرَقِ أوحدِ دهره(6) وفريدِ عصرهِ شمسِ الدين أبي الطاهر إبراهيم بن البارِزِي الجُهنِي الشافعي الحموي، تغَمَّده الله برحمتِهِ:
          الحمد لله الواحدِ المنانِ الماجدِ الدَّيانِ، والصَّلاةُ والسَّلام على سيِّد ولد عدنان، محمدٍ وآله وصحبه أُولي الفضْلِ والإحسان، أمَّا بعد:
          فإن والدي الإمامَ السعيدَ الشهيدَ جارَ رسولِ الله صلعم، أبا محمد عبدَ الرِّحيم بن أبي الطَّاهر إبراهيمَ بن أبي القاسِم هبَةِ اللهِ بن البَارزِي _قدَّس الله روحَه ونور ضريحَه_ صنَّف كتابًا جمعَ فيه ألفاظَ رسول الله(7) صلعم من ((صحيحي البخاري ومسلم)) ☻ على أبدَعِ ترتيبٍ وأحسنِ تبويبٍ، وأكملِ تهذِيبٍ، وقدَّم في كلِّ بابٍ وفصْلٍ ما اتَّفقا عليه، ثم ما انفردَ به البخاريُّ ثم مسلم، وجعل للمُكثرين من الرواة علامات يرجعُ إليها الطالبُ.
          فلابن مسعود: (أ)، وابن عباس: (ب)، وجابر: (ج)، وأبي سعيد: (د)، وعائشة: (ش)، وابن عمر: (ع)، وأنس: (ن)، وأبي هريرة: (هـ)، / وابن عمرو: (و)، وأبي موسى: (ى)، والحوالة على أسانيده في الحميدي بالأعداد الهندية(8)؛ لأنه ☼ اعتمد في النَّقْل عليه، غير أنه مات قبل تبييضه وتمييزه، فعمد ولده وتلميذه محمد _عفا الله عنه_ إلى تبييض هذا الكتاب الصحيح على هذا الترتيب المليح، بعد الاجتهاد التام في نقل كلِّ حديث من الأفراخ والطُّررِ إلى موضعه، ومقابلة كل حديث بأصله الذي اعتمد عليه، على ترتيبه العجيب، وترصيفه الغريب، جعله الله خالصًا لوجهه الكريم، ونفع به جميع المسلمين بفضله العظيم.
          قال ☼:
          الحمدُ لله العليمِ الفتَّاح، والصَّلاة لمحمَّد سبَبِ الفلاحِ، هذا كتاب:
          ((مصباح الصحاح لاستضاءة أولي العلم والصلاح))


[1] في (ب): ((ربِّ يسر)).
[2] في (ب): ((البارع)).
[3] في (ب) زيادة: ((قاضي القضاة)).
[4] في (ب): ((الحافظ الصالح الزاهد العابد)).
[5] في (ب): ((المتفنن)).
[6] في (ب): ((وقته)).
[7] في (ب): ((الرسول)).
[8] ونحن سنضع أرقام الأحاديث حسب طبعتنا لكتاب «الجمع بين الصحيحين» للحميدي.