مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: تكون الأرض يوم القيامة خبزةً واحدةً

          3717- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فَذَكَرَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم: «تَكُونُ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُبْزَةً وَاحِدَةً يَتَكَفَّؤُهَا الْجَبَّارُ بِيَدِهِ، كَمَا يَتكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَهُ فِي السَّفَرِ، نُزُلًا لأَهْلِ الْجَنَّةِ»، فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ: بَارَكَ الله عَلَيْكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ، أَلا أُخْبِرُكَ بِنُزُلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «بَلَى»، قَالَ: تَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً وَاحِدَةً، كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صلعم ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلعم إِلَيْنَا فضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَلا أُخْبِرُكَ بِإِدَامِهِمْ؟ قَالَ: إِدَامُهُمْ بَالامٌ وَنُونٌ(1) ، قَالُوا: وَمَا هَذَا؟ قَالَ: ثَوْرٌ وَنُونٌ، يَأْكُلُ مِنْ زِيَادَةِ كَبِدِهِمَا سَبْعُونَ أَلْفًا. [خ¦6520]


[1] في هامش الأصل: قوله: بالام [و]نون»: النون الحوت، وأما بالام فإنه شيء مبهم دل الجواب من اليهودي على أنه اسم للثور، وهو ما لم ينتظم، لم يصح أن يكون على التفرقة اسمًا للشيء، فيشبه أن يكون اليهودي أراد أن يعمي الاسم بتقطيع الهجاء، وقدم أحد الحرفين على الآخر فقال: «بالام»، وإنما هو في حق الترتيب لا ياء هجاء لأى على وزن لغى؛ أي: ثور، يقال للثور الوحشي: اللأئ والجمع: الآلاء، فصحف فيه الرواة فقالوا: بالام، فأشكل واستبهم، وأن المخبر يهودي فلا يبعد أن يكون إنما عبر عنه بلسانه، فيكون ذلك في لسانهم بالام، وأكثر العبرانية مما يقوله: أن العبراني هو العرباني فقدموا الباء وأخروا الراء تبعًا.