مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: اللهم اجعل في قلبي نورًا

          3641- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بِتُّ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلعم فَأَتَى حَاجَتَهُ، فغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، فَأَتَى الْقِرْبَةَ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ وُضُوأَيْنِ لَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ، فَصَلَّى، فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِّي كُنْتُ أَرْقُبُهُ فَتَوَضَّأْتُ، فَقَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَ بِأُذُنِي فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَتَامَّتْ صَلاتُهُ ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ اضْطَجَعَ فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، فَآذَنَهُ بِلالٌ بِالصَّلاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ، وَكَانَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَاجْعَلْ لِي نُورًا».
          قالَ كُرَيْبٌ: وَسَبْعٌ فِي التَّابُوتِ(1) ، فَلَقِيتُ رَجُلًا(2) مِنْ وَلَدِ الْعَبَّاسِ، فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ، فَذَكَرَ عَصَبِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعَرِي وَبَشَرِي، وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ. [خ¦6316]


[1] في هامش الأصل: قوله: «وسبع في التابوت»، يعني: الجسد، وسكت عن خصلتين ذكرهما مسلم وهما اللسان والنفس، وقيل: يعني بالتابوت: الصندوق؛ أي: هذه السبع مكتوبة عنده في الصندوق؛ أي: لم يحفظها في ذلك الوقت، وهي عنده مكتوبة، وفيه بعد، والأولى أولى وهذه الأنوار المعينة هنا هي والله أعلم الهداية الشاملة لهذه الأركان والاعتضاد والسداد بالتوفيق.
[2] في هامش الأصل: «قيل: هو علي بن عبد الله بن العباس، قاله أبو ذر الحافظ».