مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: بعثنا النبي ثلاثمائة راكب وأميرنا أبو عبيدة

          3311- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ فَذَكَرَ عَنْ عَمْرٍو: سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ: بَعَثَنَا النَّبِيُّ صلعم ثَلاثَمِائَةِ رَاكِبٍ، وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، نَرْصُدُ عِيرًا لِقُرَيْشٍ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ حَتَّى أَكَلْنَا الْخَبَطَ، فَسُمِّيَ جَيْشَ الْخَبَطِ، فَأَلْقَى الْبَحْرُ حُوتًا يُقَالُ لَهُ: الْعَنْبَرُ، فَأَكَلْنَا نِصْفَ شَهْرٍ / (1) وَادَّهَنَّا بِوَدَكِهِ حَتَّى صَلَحَتْ أَجْسَامُنَا، فأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلاعِهِ فَنَصَبَهُ فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ، وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ(2) ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الْجُوعُ نَحَرَ ثَلاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ ثَلاثَ جَزَائِرَ، ثُمَّ نَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ. [خ¦5494]


[1] في هامش الأصل: فائدة: الطافي، غير مهموز، المرتفع على الماء ميتًا، وقال شريح صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: كل شيء في البحر مذبوح، وعن عمرو بن دينار وأبو الزبير سمعا شريحًا رجلًا أدرك النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل شيء في البحر مذبوح ذبحه الله لكم، كل دابة خلقها الله في البحر. انتهى.
وقال أبو الدرداء في المري: ذبح الخمر النينان والشمس، قال الجوهري: المري بضم الميم وتشديد الراء الذي يؤتدم به، كأنه منسوب إلى المرارة، والنينان بكسر النون، الحيتان. قال صاحب«النهاية»: وهذه صفة مري يعمل بالشام، يؤخذ الخمر فيجعل فيها الملح والسمك، وتوضع في الشمس، فيتغير الخمر إلى طعم المري، فيستحيل عن هيئتها كما تستحيل إلى الحلية، يقول: كما أن الميتة حرام، والمذبوحة حلال فكذلك هذه الأشياء ذبحت الخمر فحلت فاستعار الذبح للإحلال، وكان أبو الدرداء يفتي بتحليل تخليل الخمر فقال: إن السمك بالآلة التي أضيفت إليه من الملح وغيره قد غلب على ضراوة الخمر التي كانت فيها وأزال شدتها، كما أن الشمس تؤثر في تخليلها، فصارت خلًا فلا بأس به، والخمر مفعول مقدم، والنينان والشمس فاعلان له، ومعناه: أن أهل الريف بالشام وغيرها قد يعجنون المري بالخمر، وربما يجعلون فيه أيضًا السمك المري بالملح والأبزار ونحوه، ويسمونه الصحناء، إذ القصد من المري وأكله هضم الطعام فيضيفون إليه كل ثقيف أو حريف فيزيد في جلاء المعدة واستدعاء الطعام بمذاقه وحرافته، وكان أبو الدرداء وأبو هريرة وابن عباس وغيرهم من الناس يأكلون هذا المري ولا يرون به بأسًا.
[2] في هامش الأصل: «الرجل»: هو قيس بن سعد بن عبادة، قاله الدمياطي.