مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه: لا يتبعني رجل

          2017- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلاءِ فذَكَرَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ قَالَ: قَالَ النَّبيُّ صلعم: «غَزَا نَبِيٌّ(1) مِنَ الأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ، وَهوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ(2) ، وَهوَ يَنْتَظِرُ وِلادَهَا، فَغَزَا، فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ(3) صَلاةَ الْعَصْرِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ(4) وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عنَّا، فَحُبِسَتْ(5) حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ فَجَاءَتْ-يَعْنِي: النَّارَ-لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا، فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَجَاؤُوا بِرَأْسٍ مِثْلَ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ(6) ، فَوَضَعُوهَا، فَجَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا، ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ، رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا، فَأَحَلَّهَا لَنَا». [خ¦3124]


[1] في هامش الأصل: قوله: «غزا نبي»، قيل: إنه يوشع بن نون فتى موسى عليه السلام.
[2] في هامش الأصل: قوله: «الخلفات»: وهي ناقة دنى ولادها.
[3] قوله: «فدنا من القرية»، قيل: بيت المقدس.
[4] «إنك مأمورة»؛ أي: مسخرة مصرفة؛ أي: مدبرة مُذَلَّلة.
[5] «اللهم احبسها علينا فحبست»، قيل: ردت على أدراجها، وقيل: بطئء بجريها وسيرها.
[6] «مثل رأس بقرة من الذهب» زاد بعض القصاص عيناها ياقوتتان وأضراسها جوهرة.