مختصر الجامع الصحيح للبخاري

حديث: وما يدريك أن الله قد أكرمه

          742- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ فَذَكَرَ أَنَّ أُمَّ الْعَلاءِ -امْرَأَةً مِنَ الأَنْصَارِ، بَايَعَتِ النَّبِيَّ صلعم- أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهُ اقْتُسِمَ الْمُهَاجِرُونَ قُرْعَةً، فَطَارَ لَنَا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ، فَأَنْزَلْنَاهُ فِي أَبْيَاتِنَا، فَوَجِعَ وَجَعَهُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ وَغُسِّلَ وَكُفِّنَ فِي أَثْوَابِهِ(1) ، دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلعم ، فَقُلْتُ: رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْكَ أَبَا السَّائِبِ، فَشَهَادَتِي عَلَيْكَ لَقَدْ أَكْرَمَكَ اللَّهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: «وَمَا يُدْرِيكِ أَنَّ اللَّهَ أَكْرَمَهُ؟» فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَمَنْ يُكْرِمُهُ اللَّهُ؟ فَقَالَ: «أَمَّا هُوَ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ، وَاللَّهِ إِنِّي لأَرْجُو لَهُ الْخَيْرَ، وَاللَّهِ مَا أَدْرِي وَأَنَا رَسُولُ اللَّهِ مَا يُفْعَلُ بِي(2) » قَالَتْ: فَوَاللَّهِ لا أُزَكِّي أَحَدًا بَعْدَهُ أَبَدًا. [خ¦1243]


[1] في هامش الأصل: الأصل في وجوب الغسل للميت أن الملائكة غسلت آدم عليه السلام، وقالوا: هذه سنة موتاكم وغسل الميت شرعة واجبة، وروي أن آدم عليه السلام لما قبض نزل جبريل مع الملائكة عليهم السلام بحنوط وكفن من الجنة غسلوه وصلوا عليه وأمَّ جبريل، وقالوا: هذه سنة موتاكم وهو واجب، وقال عليه السلام: وللمسلم على المسلم ستة حقوق ومن جملته: أن يغسله بعد موته.
[2] في هامش الأصل: قوله: «وأنا رسول الله ما يفعل بي»؛ أي: في الدنيا من نفع أو ضر، وإلا فنحن نعلم قطعًا أنه عليه السلام يعلم أنه خير البرية يوم القيامة وأكرمهم على الله.