جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه

          881- الإمامان: عن ابن عباس: أن خالد بن الوليد _سيف الله_ أخبره: أنه دخل مع رسول الله صلعم على ميمونة زوج النبي _وهي خالته، وخالة ابن عباس_ فوجد عندها ضباً محنوذاً قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد، فقدمت الضب لرسول الله صلعم، وكان قلما يقدم يديه لطعام حتى يحدث عنه ويسمى له، فأهوى رسول الله صلعم بيده إلى الضب، فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرن رسول الله صلعم بما قدمتن له، قلن: هو الضب يا رسول الله، فرفع رسول الله يده، فقال خالد بن الوليد: أحرامٌ الضب يا رسول الله؟ قال: ((لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه)) قال خالد: فاجتررته فأكلته ورسول الله صلعم ينظر، فلم ينهني، ومن الرواة من لم يقل فيه: عن خالد وجعله من مسند ابن عباس(1).
          وفي رواية: عن ابن عباس نفسه قال: أهدت خالتي أم حفيدٍ إلى رسول الله صلعم سمناً وأقطاً وأضباً، فأكل من السمن والأقط وترك الضب تقذراً وأكل على مائدة رسول الله صلعم ولو كان حراماً ما أكل على مائدة رسول الله.
          وفي أخرى: له: أن أم حفيدٍ بنت الحارث بن حزنٍ _خالة ابن عباسٍ_ أهدت لرسول الله صلعم سمناً وأقطاً وأضباً، فدعا بهن فأكلن على مائدته، وتركهن كالمتقذر لهن، ولو كن حراماً ما أكلن على مائدة رسول الله ولا أمر بأكلهن.
          وفي رواية: له: قال: دخلت أنا وخالد بن الوليد مع رسول الله صلعم بيت ميمونة فأتي بضب محنوذٍ، فأهوى إليه رسول الله صلعم بيده، فقال بعض النسوة اللآتي في بيت ميمونة: أخبروا رسول الله بما يريد أن يأكل، فرفع رسول الله يده، فقلت: أحرامٌ هو يا رسول الله؟ فقال: ((لا، ولكنه لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه)) قال خالدٌ: فاجتررته فأكلته ورسول الله ينظر.
          وفي أخرى: له: قال: أتي رسول الله صلعم وهو في بيت ميمونة وعنده خالد بن الوليد بلحم ضب ثم ذكر معناه.
          ومنهم من قال فيه: عن ابن عباس عن خالد وذكر الرواية الأولى وفيها: قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد، قال بعض الرواة: وكانت تحت رجل من بني جعفر، وفيها روايات أخر لم يذكر الحميدي لفظها، وقال: وعلى هذه الروايات عول البخاري في أنه من مسند خالد بن الوليد، قال: وقد أخرج مسلم الروايات بالوجهين في كتابه. [خ¦5391]


[1] في هامش الأصل: ((المحنوذ: المشوي .
عفت الشيء أعافة؛ إذا كرهته .
الأضَبُ جمع قلة للضب)).