جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط

          976- الإمامان: عن حصين بن عبد الرحمن السلمي قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: أيكم رأى الكوكب الذي انقض البارحة؟ قلت: أنا، ثم قلت: أما إني لم أكن في صلاة، ولكن / لدغت، قال: فماذا صنعت؟ قلت: استرقيت، قال: ما حملك على ذلك؟ قلت: حديث حدثناه الشعبي، فقال: وما حدثكم الشعبي؟ قلت: حدثنا عن بريدة بن الحصيب الأسلمي أنه قال: لا رقية إلا من عينٍ أو حمةٍ، فقال: لقد أحسن من انتهى إلى ما سمع، ولكن حدثنا ابن عباس عن النبي صلعم قال: قال لي رسول الله صلعم: ((عرضت علي الأمم، فرأيت النبي ومعه الرهط، والنبي ومعه الرجل والرجلان، والنبي ليس معه أحدٌ، إذ رفع لي سوادٌ عظيم، فظننت أنهم أمتي، فقيل لي: هذا موسى وقومه، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد عظيم، فقيل لي: انظر إلى الأفق الآخر، فإذا سوادٌ عظيم، فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب)) ثم نهض فدخل منزله، فخاض الناس في أولئك الذين يدخلون الجنة بغير حسابٍ ولا عذابٍ، فقال بعضهم: فلعلهم الذين صحبوا رسول الله وقال بعضهم: فلعلهم الذين ولدوا في الإسلام فلم يشركوا بالله شيئاً، وذكروا أشياء، فخرج عليهم رسول الله صلعم، فقال: ((ما الذي تخوضون فيه؟)) فأخبروه فقال: ((هم الذي لا يرقون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون)) فقام عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: ((أنت منهم)) ثم قام رجل آخر، فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: ((سبقك بها عكاشة)) هذا الذي أخرجه الحميدي في كتابه في المتفق، وقال في رواية أبي بكر بن أبي شيبة: قال رسول الله: ((عرضت علي الأمم)) ولم يذكر ما قبله هو ولا غيره من سميناً، وذكر ما سوى ذلك بنحوه، أو طرفاً منه، هذا لفظ الحميدي، والذي وجدته في كتاب البخاري، ولم يذكره الحميدي، قال: حدثنا عمران بن ميسرة، قال: حدثنا ابن فضيل، قال: حدثنا حصين عن عامر عن عمران بن حصين، قال: لا رقية إلا من عينٍ أو حمةٍ، فذكرته لسعيد بن جبيرٍ، فقال: حدثنا ابن عباسٍ، قال رسول الله صلعم: ((عرضت علي الأمم، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحدٌ، حتى رفع لي سوادٌ عظيمٌ، فقلت ما هذا أمتي هذه فقيل بل هذا موسى وقومه، قيل انظر إلى الأفق، فإذا سوادٌ عظيم قد ملأ الأفق، ثم قيل لي انظر هاهنا وهاهنا في آفاق السماء فإذا سوادٌ قد ملأ، قيل: هذه أمتك ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفاً بغير حسابٍ)) ثم دخل ولم يبين لهم فأفاض القوم وقالوا نحن الذين آمنا بالله، واتبعنا رسوله، فنحن هم أم أولادنا الذين ولدوا في الإسلام فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ ذلك النبي صلعم / فخرج فقال: ((هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون)) فقال عكاشة بن محصنٍ: أنا منهم يا رسول الله؟ فقال: ((نعم)) فقام آخر، فقال: أمنهم أنا؟ فقال: ((سبقك عكاشة)).[خ¦5705]