جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم

          973- الإمامان: / عن أبي سعيد قال: كنا في مسيرٍ لنا، فنزلنا منزلاً، فجاءت جاريةٌ فقالت: إن سيد الحي سليم، وإن نفرنا غيبٌ، فهل من راقٍ؟ فقام معها رجلٌ، ما كنا نأبنه(1) برقيةٍ، فرقاه فبرأ، فأمر له بثلاثين شاة وسقانا لبناً، فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن رقية _أو كنت ترقي؟_ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، قلنا: لا تحدثوا شيئاً حتى نأتي _أو نسأل_ رسول الله صلعم، فلما قدمنا المدينة ذكرناه للنبي صلعم، فقال: ((وما كان يدريه أنها رقية؟ اقسموا واضربوا لي بسهم)).
          وفي رواية: قال: انطلق نفرٌ من أصحاب النبي صلعم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيءٍ، لا ينفعه شيءٌ، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا، لعلهم يكون عندهم بعض شيءٍ، فأتوهم، فقالوا: يأيها الرهط، إن سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيءٍ لا ينفعه شيء، فهل عند أحدٍ منكم من شيءٍ؟ فقال بعضهم: إني والله لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براقٍ لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[الفاتحة:2]، فكأنما أنشط من عقالٍ، فانطلق يمشي وما به قلبةٌ، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، وقال بعضهم: اقتسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي به النبي فنذكر له الذي كان، فننظر الذي يأمرنا به، فقدموا على النبي صلعم، فذكروا له، فقال: ((وما يدريك أنها رقية؟)) ثم قال: ((قد أصبتم، اقسموا واضربوا لي معكم سهما)) وضحك النبي صلعم. (2) [خ¦5007]


[1] في هامش الأصل: ((أبِنَه بكذا يأبِنه ويأبُبه إذا اتهمه)).
[2] في هامش الأصل: ((التفل: أكثر من النفث فإن النفث لا يكون معه بزاق والتفل لا بد له منه .
ما به قلبة: أي: ما به علة، قيل: هو مأخوذ من القلاب وهو داء يأخذ البعير يشتكي منه قلبه فيموت من يومه)).