جامع الصحيحين بحذف المعاد والطرق

ذكر ما جاء في ابن صياد أنه هو الدجال أو غيره

          1- ذكر ما جاء في ابن صَيَّاد (1) أنَّه هو الدَّجَّال أو غيره
          4202- (خ، م) حدَّثنا عمر بن أحمد قال: أخبرنا مُحَمَّد بن عَلِيٍّ قال: أخبرنا سُلَيْمان قال: حدَّثنا أبو زُرْعة قال: حدَّثنا أبو اليَمان قال: أخبرنا شعيب عن الزُّهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله:
          أن عبد الله بن عمر أخبره قال: انطلَقَ عمرُ بنُ الخطاب مع رسولِ الله صلعم في رَهطٍ من أصحابِه قِبَلَ ابنِ صَيَّاد، حَتَّى وجدوه يَلعبُ مع الغلمان عند أُطُمِ بني مَغَالةَ، وقد قارَبَ ابنُ صَيَّاد يومَئذٍ الحُلمَ، فلم يَشعرْ حَتَّى ضرب رسولُ الله صلعم ظَهرَه بيده، ثمَّ قال لابن صَيَّاد: «أتَشهدُ أني رسولُ الله؟» فنَظر إليه ابنُ صَيَّاد، فقال: أَشهد أنَّك رسولُ الأميِّين، ثمَّ قال ابنُ صَيَّاد لرسولِ الله صلعم: أفتَشهدُ أني رسولُ الله؟ فرفضه رسولُ الله صلعم وقال: «آمنتُ بالله وبرسوله» ثمَّ قال له رسولُ الله صلعم: «ماذا تَرى؟» قال ابنُ صَيَّاد: يأتيني صادقٌ وكاذبٌ، قال رسول الله: «خُلِّطَ عليك الأمرُ» ثمَّ قال له رسولُ الله صلعم: «قد خبأتُ لك خَبيئًا (2) » فقال ابنُ صَيَّاد: هو الدُّخُّ (3) ، فقال له رسولُ الله صلعم: «اخسَأْ؛ فلن تَعدُوَ قَدرَك» فقال له عمر بن الخطاب: اِئذَنْ لي فيه يا رسول الله، فأَضرب عنقَه، فقال رسولُ الله صلعم: «إن يكنْ هو فلن تُسلَّطَ عليه، وإن لم يكنْ هو فلا خيرَ لك في قتلِه».
          قال سالم: وسمعت عبد الله بن عمر يقول: انطلَقَ بعدَ ذلك رسولُ الله صلعم وأُبَيُّ بنُ كعب الأنصاريُّ يَؤمَّانِ النخلَ التي فيها ابنُ صَيَّاد، حَتَّى إذا دخل رسولُ الله صلعم النخلَ طَفِقَ يَتَّقي بجذوعِ النخلِ، وهو يريد أن يَسمعَ من ابنِ صَيَّاد شيئًا قبلَ أن يَراه ابن صيَّاد، فرآه رسولُ الله صلعم وهو مضطجعٌ على فراشٍ في قَطيفةٍ له زَمزَمةٌ، فرَأَتْ أمُّ ابنِ صَيَّاد رسولَ الله صلعم وهو يَتَّقي بجذوع النخل، فقالت لابن صَيَّاد: يا صافْ _وهو اسمُ ابنِ صَيَّاد_ هذا محمَّدٌ، فثار ابنُ صَيَّاد، فقال رسولُ الله صلعم: «لو تَركَتْه لَبيَّنَ». [خ¦1354] [خ¦1355]
          قال ابن عمر: ثمَّ قام رسولُ الله صلعم في النَّاس، فأَثنَى على الله بما هو أهلُه، ثمَّ ذَكر الدَّجَّالَ، فذَكر حديثَ إنذارِه وإنذارِ نوحٍ قومَه (4) ، وأنَّه أعورُ.
          وفي الباب: عن (5) ابن مسعود، وابن عَبَّاس مختصرًا. /


[1] في (ف): (الصياد)، وكذا في المواضع اللاحقة.
[2] في هامش (ف): (كانوا يقولون للكاهن: خبأنا لك خبيئًا؛ أي أضمرنا لك في أنفسنا شيئًا لتخبرنا؛ يعني: قال النبيُّ عليه الصلاة والسلام له: إنِّي أضمرتُ مضمرًا لتخبِرني، وأضمر رسول الله صلعم لابنِ صَيَّاد قوله تعالى: {يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ} [الدخان:10] ليجزم هل يعلم ابن صَيَّاد ذلك المضمر أم لا؟).
[3] في (ف) تحتها: (بالضمِّ، لغة في الدخان).
[4] زيد في (ف): (والنبيين).
[5] زيد في (ف): (عبد الله).